للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[النساء: ٥].

وقال أبو إسحاق السبيعي: كانوا يرون السعة عوناً على الدين.

وقال سفيان: المال في زماننا هذا سلاح المؤمنين.

وحاصل الأمر: أن المال مثل حية فيها سم وترياق, فترياقه فوائده, وغوائله سمه, فمن عرف فوائده, أمكنه أن يحترز من شره ويستدر من خيره (١).

أخي المسلم:

اعلم أنَّ المال لا يُذم لذاته, بل يقع الذم لمعنى من الآدمي, وذلك المعنى إما لشدة حرصه, أو تناوله من غير حلِّه, أو حبسه عن حقه, أو إخراجه في غير وجهه, أو المفاخرة به, ولهذا قال الله تعالى: {أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: ١٥].

وفي سنن الترمذي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ما ذئبان جائعان أُرسلا في غنم, بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه" (٢).

وقد كان السلف يخافون فتنة المال. وكان عمر رضي الله عنه إذا رأى الفتوح يبكي ويقول: ما حبس الله هذا عن نبيه - صلى الله عليه وسلم - وعن أبي بكر لشرٍ إراده الله بهما, وأعطاه عمر إرادة الخير له.


(١) مختصر منهاج القاصدين ص ٢١٤.
(٢) رواه الترمذي.

<<  <   >  >>