وفي مساجدنا اليوم اختفى هذا الأمر ولم يحرص الجميع على أدائها مع الجماعة، فإننا نرى حضور المصلين لصلاة الجمعة وامتلاء المساجد بهم، ثم لا نراهم في الصلوات الخمس، أيحسبون أنهم لا يحاسبون على هذا التقصير والتهاون؟ أم بأي عذر سقطت عنهم صلاة الجماعة حتى يتخلفوا عنها لا سيما وهم يسمعون ذلك النداء الذي يرتفع على المسامع خمس مرات كل يوم؟
أخي الحبيب:
لكم نحمد الله على ذلك، فكم من مسلم في بلاد الكفار يحرم من سماع هذا النداء، وكم من ميت لم يعد يجيب نداء التوحيد، وكم من مريض يحن إلى تلبية الدعوة ويحول بينه وبينها المرض، فإن لنداء التوحيد رنة في الأذن وفرحة في القلب، كيف لا، وهي دعوة من الله جل وعلا للسير في ركب الصالحين الراكعين الساجدين.
ولهذا كان أبو عمران الجزني إذا سمع الأذان تغير لونه وفاضت عيناه.
وقبله كان سيد المرسلين كما قالت عائشة رضي الله عنها «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدثنا ونحدثه فإذا حضرت الصلاة فكأنه لم يعرفنا ولم نعرفه» صلوات ربي وسلامه عليه.
وكان علي بن الحسين -رحمه الله- إذا توضأ يصفر لونه فيقول له أهله: ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء؟ فيقول: تدرون