الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة: ١ - ٣] واستثنى تبارك وتعالى المحافظين على الصلوات من أصحاب الأخلاق الذميمة فقال تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ}[المعارج: ١٩ - ٢٣]. وقال تعالى وهو يحكي عن أهل النار:{مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ}(١).
وقد توعد الله تارك الصلاة بقوله:{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}[الماعون: ٤، ٥]، والسهو هو تركها حتى يخرج وقتها.
وحذر جل وعلا من إضاعة الصلاة وتوعد مضيعها بالعذاب الشديد فقال تعالى:{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}[مريم: ٥٩]، والغي: واد في جهنم خبيث الطعم بعيد القعر جعله الله لمن أضاع الصلاة واتبع الشهوات.
ولقد اهتم المسلمون بهذه الصلوات أيما اهتمام وحافظوا عليها أشد المحافظة وكان قدوتهم في ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما ذكرت ذلك عائشة -رضي الله عنها-: “كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدثنا ونحدثه، فإذا حضرت الصلاة فكأنه لم يعرفنا ولم نعرفه».