للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السجود (١).

وكان إبراهيم التيمي إذا سجد كأنه جذم حائط ينزل على ظهره العصافير (٢).

أما ابن وهب فقد قال: رأيت الثوري في الحرم بعد المغرب صلى ثم سجد سجدة، فلم يرفع حتى نودي بالعشاء (٣).

رفع لهم علم الجنة فشمروا إليه، ووضح لهم صراطها المستقيم فاستقاموا عليه، ورأوا من أعظم الغبن بيع ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، في أبد لا يزول ولا ينفد بصبابة عيش إنما هو كأضغاث أحلام، أو كطيف زار في المنام مشوب بالنغص، ممزوج بالغصص، إن أضحك قليلاً أبكى كثيرًا، وإن سر يومًا أحزن شهورًا، آلامه تزيد على لذاته، وأحزانه أضعاف أضعاف مسراته، أوله مخاوف وآخره متالف.

قال أبو قطن: ما رأيت شعبة بن الحجاج قد ركع إلا ظننت أنه نسي، ولا سجد إلا قلت نسي (٤).

وقال علي بن الفضيل: رأيت الثوري ساجدًا فطفت سبعة أسابيع (٥) قبل أن يرفع رأسه (٦).


(١) السير ٥/ ٢٩١.
(٢) السير ٥/ ٦١.
(٣) السير ٧/ ٢٦٦.
(٤) تذكرة الحفاظ ١/ ١٩٣.
(٥) الأسبوع هنا الطواف الكامل حول الكعبة مرة واحدة.
(٦) السير ٧/ ٢٧٧.

<<  <   >  >>