للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال بعض السلف: ابن آدم، أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج، فإن بدأت بنصيبك من الدنيا أضعت نصيبك من الآخرة، وكنت من نصيب الدنيا على خطر، وإن بدأت بنصيبك من الآخرة فزت بنصيبك من الدنيا فانتظمته انتظامًا (١).

وصدأ القلوب يا أخي الكريم -بأمرين- بالغفلة والذنب.

وجلاؤها بشيئين: بالاستغفار والذكر فمن كانت الغفلة أغلب وقته، كان الصدأ متراكبًا على قلبه وصدؤه بحسب غفلته، وإذا صدأ القلب لم تنطبع فيه صور المعلومات على ما هي عليه، فيرى الباطل في صورة الحق، والحق في صورة الباطل، لأنه لما تراكم عليه الصدأ أظلم، فلم تظهر فيه صورة الحقائق، كما هي عليه، فإذا تراكم عليه الصدأ واسود وركبه الران، فسد تصوره وإدراكه، فلا يقبل حقًا ولا ينكر باطلاً وهذا أعظم عقوبات القلب، وأصل ذلك من الغفلة وابتاع الهوى فإنهما يطمسان نور القلب ويعميان بصره (٢).

وكيف يلذ العيش من هو عالم ... بأن إله الخلق لا بد سائله

فيأخذ من ظلمه لعباده


(١) فضائل الذكر لابن الجوزي ١٩.
(٢) فضائل الذكر لابن الجوزي ٤٦.

<<  <   >  >>