للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم ضُلَاّل، منابذون لهدْيِ الله، مخالفون لِكتَاب الله الذي هو آخر الكتب السماوية نزولاً من عند رب العالمين (جل وعلا) وهذا معنى قوله: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} [الأنفال: الآية ٧٤].

قال بعض العلماء: (حقّاً) مصدر (١)، أي: حق ذلك حقّاً، أي: لما حققوه به من الإيمان والهجرة والجهاد بالنفس والمال في سبيل الله، إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الصِّفَاتِ.

{لَّهُم مَّغْفِرَةٌ} المغفرة (مَفعلَة) من الغفران، وأصل مادة الغين والفاء والراء (غفر) أصلها معناها الستر والتغطية أيضًا كَمَادَّةِ (الكُفْرِ) لأَنَّ اللهَ يَسْتُرُ بِحِلْمِهِ وفَضْلِهِ ذنوب التائبين إليه حتى لا يظهر لها أثر يتضررون به (٢).

{وَرِزْقٌ} هو ما يرزقهم الله في الجنة.

وقوله: {كَرِيمٌ} كل شيء حسن مبالغ في الحسن والجمال تسميه العرب كريماً، وإنما وصف رزقهم بأنه كريم؛ لأن ما في الجنة من الأرزاق كله كريم {كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً} [البقرة: الآية ٢٥] وأرزاق الجنة مبيّنة في القرآن العظيم من مآكلها ومشاربها وغير ذلك. وهذا معنى قوله: {لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال: الآية ٧٤].


(١) انظر: القرطبي (٨/ ٨).
(٢) مضى عند تفسير الآية (١٥٥) من سورة الأعراف.

<<  <  ج: ص:  >  >>