للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويفضح ما يجرى في داخل المطبخ السياسي الأمريكي، فحين أعلن (كولن باول) على الملأ أن الحرب لها ثلاثة أهداف هي:

١ - إسقاط النظام العراقي.

٢ - إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.

٣ - إغلاق ملف القضية الفلسطينية.

وهذا المعنى تردد في برقية بثتها وكالة «رويترز» في لندن في ١٤/ ٣/٢٠٠٣ قالت فيها صراحة إن مسؤولين بارزين في الصف الثاني في إدارة بوش يهود من المحافظين الجدد يدعون إلى إطاحة صدام لدعم أمن "إسرائيل"، ومن هؤلاء نائب وزير الدفاع (بول وولفوفيتز) ووكيل وزارة الدفاع (دوجلاس فيث)، ومستشار وزارة الدفاع (ريتشارد بيرل)، ومسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي (اليوت ابرامز)، بالإضافة إلى (لويس ليبي) رئيس هيئة الموظفين في مكتب الرئيس ديك تشيني.

وأضافت الوكالة أنه في الشهر الماضي قال فيث في اجتماع لإحدى لجان مجلس الشيوخ: أن إقامة ديمقراطية في العراق ربما تساعد في تولى زعماء فلسطينيين قد ترغب "إسرائيل" في الحديث معهم.

ونقل عنه قوله: إن «للولايات المتحدة و"إسرائيل" مصالح مشتركة، في ما يتعلق بالعراق .. وهذا لا يعني أن طابورا خامساً صهيونياً خطف عقل الرئيس، بل تصادف أن كان القضاء على الإرهاب وإصلاح المنطقة أمراً يلائم "إسرائيل" أيضاً».

وقد نشرت صحيفة «ها آرتس» الإسرائيلية في ١/ ١٠/٢٠٠٢ تقريراً عن ترتيبات إعداد صورة الشرق الأوسط الجديد، ذكرت فيه أن اثنين من اليهود اشتركا في رسم معالم تلك الصورة، والاثنان هما (ريتشارد بيرل) و (دوجلاس فيث)، اللذان سبقت الإشارة إليهما، ولهما الآن موقعهما المرموق في وزارة الدفاع «البنتاجون»، ومعروفان بأنهما متعصبا الصهاينة، وقد كانا ضمن الفريق الذي كلف بمساعدة (بنيامين نتنياهو) حين تولى رئاسة الحكومة في "إسرائيل" لأول مرة عام ١٩٩٦، وقبل أيام قليلة من بدء الحرب على العراق في ١٥/ ٣ /٢٠٠٣م وصل إلى تل أبيب عسكري أمريكي رفيع المستوى، هو الجنرال (تشارلز سمبسون)، لكي يكون ضابط الاتصال والتنسيق بين القيادة العسكرية الأمريكية ورئاسة الأركان في الجيش الإسرائيلي في صدد الحملة على العراق، التي لم يعلن بعد شيء عن كيفية وطبيعة المساهمة الإسرائيلية فيها، أما موعد بدء العمليات العسكرية فقد أعلن أن "إسرائيل" أخطرت به قبل ساعات قليلة من إطلاق الصواريخ الأمريكية، وفي ذلك كله دلالة على الحضور الإسرائيلي في مختلف مراحل الغزو.

<<  <   >  >>