للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

البَصْرِيَّ يَطْعَنُ علَى أَيُّوبِ السِّخْتِيَانِيِّ وابنِ عَوْنٍ، فَلَا تَشُكُّ أَنَّهُ قَدَرِيٌّ (١)

، وإِذَا رَأَيْتَ الْخُرَاسَانِيَّ يَطْعَنُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ المبارك، فَلَا تَشُكُّ أَنَّهُ مُرْجِئي (٢) ، وَاعْلَمْ أَنَّ هَذِهِ الطَّوَائِفَ كُلَّهَا مُجْمِعَةٌ عَلَى بُغْضِ أَحْمد بن حنبل، ِلأَنَّ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَاّ وَفِي قَلْبِهِ سَهْمٌ، لَا بُرْءَ لَهُ مِنْهُ)) (٣) .

١٠٢٨ - أخبرنا محمد، أخبرنا أبو الحسين بن جُمَيْع، قال: قال لنا أبو محمد أحمد ابن محمد بن الحَجَّاجُ، ذكَرَ لِي بعْضُ الشُّيُوخِ عَنِ الْفَتْحِ


(١) القدري: من نسبة إلى بدعة القدر، والقدرية على ضربين: الجبرية الجهمية، -الذين أثبتوا قدر الله تعالى وغلوا في إثباته حتى سلبوا العبد اختياره وقدرته، وقالوا: ليس للعبد اختيار ولا قدرة في ما يفعله أو يتركه.

والقدرية المعتزلة: -الذين- أثبتوا للعبد اختيارا وقدرة في عمله وغلوا في ذلك حتى نفوا أن يكون لِلَّه تعالى في عمل العبد مشيئة أو خلق، ونفى غلا تهم علم الله به قبل وقوعه. وهذا هو المقصود هنا والله أعلم. انظر القول المفيد على كتاب التوحيد لمحمد بن صالح العثيمين٢/٣٩٧.
(٢) المرجئ: نسبة إلى بدعة الإرجاء، وله تعريفات عدة: منها إرجاء العمل عن درجة الإيمان وجعله في منزلة ثانية بالنسبة للايمان، لا أنه جزء منه وأن الايمان يتناول الأعمال. على المجاز بينهما هو حقيقة في مجرد التصديق كما أنه قد يطلق على أولئك الذين كانوا يقولون لا تضرّ مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة.
وقيل الإرجاء يراد به تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة فلا يقضى عليه في الدنيا بحكم ما.
وقيل ربط الإرجاء بما جرى في الشأن علي - رضي الله عنه - من تأخيره في المفاضلة بين الصحابة إلى الدرجة الرابعة، أو إرجاء أمره هو وعثمان إلى الله ولا يشهدون عليهما بإيمان ولا كفر. قلت هذا هو المراد هنا. انظر فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها ٢/٧٤٦.
(٣) في إسناده أبو بكر بن أبي الخصيب لم أجد فيه جرحا ولا تعديلاً.
أخرجه ابن مفلح في المقصد الأرشد في ذكر أصحاب إمام أحمد: ٢/٧٠ بدون إسناد. دون قوله: ((وإذا رأيت البصري يطعن على أيوب السختياني وابن عون فلا تشك أنه قدري)) . وفيه: ((إلا في قلبه شيء)) بدل ((سهم)) .
وقال قتيبة: خير أهل زماننا ابن المبارك، ثم هذا الشاب، يعني: أحمد بن حنبل، وإذا رأيت رجلا يحب أحمد، فاعلم أنه صاحب سنة. انظر سير أعلام النبلاء: ١١/١٩٥.

وسبب بغضهم لهؤلاء هو أنهم كانو رؤساء أهل السنة المحمدية، وقد حذروا الناس منهم وأغلظوا القول فيهم، ومعروف أن كل صاحب بدعة مبغض لحديث رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - المخالف لبدعته، ومعرض عنه، فكيف هو بالمتمسك به والداعي إليه. فجزاهم الله عنا وعن الإسلام كلَّ خير.

<<  <  ج: ص:  >  >>