(٢) في الخطية (الحسين) وعليه ضبة، وفي الهامش ما نصّه: (في الأصل أبا الحسن) ، والمثبت في الخطية هو الصواب. كما ورد في ترجمته. (٣) معروف الكرخي: أبو محفوظ ابن فيروز وقيل فيروزان البغدادي الصيرفي. ذكره ابن حبان في الثقات وقال: هو من عباد أهل العراق ومن قرئهم ممن له الحكايات الكثيرة في كرامته واستجاب دعائه، من رفقاء بشر بن الحارث ليس له حديث يرفع إليه. مات سنة مائتين. الثقات: ٩/٢٠٦، حلية الأولياء: ٨/٣٦٠، تاريخ بغداد: ١٣/١٩٩، طبقات الصوفية: ٠/٨٣. سير أعلام النبلاء: ٩/٣٣٩. (٤) رجال إسناده ثقات. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: ١/١٢٣ من طريق أبي عبد الله الصوري به. وفيه زيادة ((وبالجانب الشرقي مقبرة الخيزران فيها قبر محمد بن إسحاق بن يسار صاحب السيرة، وقبر أبي حنيفة النعمان بن ثابت إمام أصحاب الرأي. قلت: إن قصد القبر للزيارة لا بأس فيه شرعا. ولكنّ قصده من أجل صرف نوع من أنواع العبادة إلى صاحب القبر أمر محرّم وهو شرك أكبر مخرج من الملّة، والعياذ بالله. لقوله تعالى: {ولا تدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين} ، سورة يونس الآية ((١٠٦)) . وقوله تعالى: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو ... } الآية. سورة يونس الآية ((١٠٧)) . وقوله تعالى: {إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير} . سورة الفاطر الآية ((١٤)) .
وأما تفريج الهموم والكربات عن شخص الزائر الذي لم يصرف أيَّ نوعاً من أنواع العبادة إلى صاحب القبر وإنما قصده من أجل الدعاء عند قبره فهو من باب الابتلاء له. وأما من ينزل به حاجة من أمر الدنيا أو الآخرة ثم يأتي قبر بعض الأنبياء أو غيره من الصلحاء، ثم يدعو عنده في كشف كربته، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك: ((ليس ذلك سنة، بل هو بدعة لم يفعل ذلك رسو اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولا أحد من أصحابه، ولا من أئمة الدين الذين يقتدي بهم المسلمون في دينهم ... ولهذا كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - إذا نزلت بهم الشدائد وأرادوا دعاء الله لكشف الضر، أو طلب الرحمة، لا يقصدون شيئا من القبور، لا قبور الأنبياء وغير الأنبياء، حتى أنهم لم يكونوا يقصدون العاء عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل ثبت في صحيح البخاري في كتاب الاستسقاء: باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا ٣/١٨٢ رقم ((١٠١٠)) عن أنس أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب ... ومعلوم أنه لو كان الدعاء عند القبور والتوسل بالأموات مما يستحب لهم لكان التوسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أفضل من التوسل بالعباس وغيره. انظر مجوع الفتاوى: ٢٧/١٥١-١٥٤.