للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

هَا)) (١) .

١٢٧٨- قال: حدثنا الحسن، حدثنا الوَلِيدُ بْنُ أَبِي بَدْر (٢) ، حدثنا ابْنُ وَهْب، حدثني عبدُ الله بن عيَّاش قال: كَانَ عُمَرُ بن عبد العزيز يَتَمَثَّلُ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ:

نَهَارُكَ يَا مَغْرُورُ سَهْوٌ وَغَفْلَةٌ

وَلَيْلُكَ نَوْمٌ وَالرَّدَى لَكَ لَازِمُ

وُتَشْغَلُ (٣) فِيمَا سَوْفَ تَكْرَهُ غِبَّهُ

كَذَلِكَ فِي الدُّنْيَا تَعِيشُ الْبَهَائِمُ (٤)


(١) في إسناد أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.

أخرجه عبد الكريم القزويني ي أخبار القزوين: ١/١٩٢، و٣/٣٣٥، من طريق أبي حاتم، وأبو نعيم في حلية الأولياء: ٩/١١٤، من طريق أحمد بن إبراهيم بن مكويه، كلاهما عن يونس به.
وأخرج ابن سعد نحوه في الطبقات الكبرى: ٥/٣٩٤، من طريق خالد بن يزيد بن بشر، عن أبيه قال سئل عمر
ابن عبد العزيز عن علي وعثمان والجمل وصفين وما كان بينهم، فقال: ((تلك دماء كف الله يدي عنها وأنا أكره أن أغمس لساني فيها)) .
لقد صار عمر بن عبد العزيز قدوة أهل السنة والجماعة في هذا الباب من أجل هذه المقولة التي قالها رحمه الله تعالى، وصارت كلمته هذه قاعدة ثابتة عند أهل السنة والجماعة فيما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم، وسار على منواله أئمة الدين الذين جاءوا بعده في الامساك عما جرى بينهم، ومن ذلك ليس على سبيل الحصر:
ما قاله ابن أبي زيد القيرواني في بيانه لعقيدة أهل السنة والجماعة حيث قال: السكوت عما شجر بين أصحاب
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الفتنة وعدم الخوض فيها، انظر شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة: ٠/٤٣٥.
وقال النووي: وأما الحروب التي جرت فكانت لكل طائفة شبهة اعتقدت تصويب أنفسها بسببها ... - ثم قال- واعلم أن سبب تلك الحروب أن القضايا كانت مشتبهة فلشدة اشتباهها اختلف اجتهادهم وصاروا ثلاثة أقسام، قسم ظهر لهم بالاجتهاد أن الحق في هذا الطرف وأن مخالفه باغ فوجب عليهم نصرته، وقتال الباغي عليه فيما اعتقدوه، ففعلوا ذلك ولم يكن يحل لمن هذه صفته التأخر عن مساعدة إمام العدل وقتال البغاة في اعتقاده، وقسم عكس هؤلاء ظهر لهم أن الحق في الطرف الآخر فوجب عليهم مساعدته وقتال الباغي عليه،
وقسم ثالث اشتبهت عليهم القضية وتحيروا فيها ولم يظهر لهم ترجيح أحد الطرفين فاعتزلوا الفريقين، وكان هذا الاعتزال هو الواجب في حقهم لأنه لا يحل الإقدام على قتال مسلم حتى يظهر أنه مستحق لذلك، ولو ظهر لهؤلاء رجحان أحد الطرفين وأن الحق معه لما جاز لهم التأخر عن نصرته في قتال البغاة عليه، فكلهم معذورون - رضي الله عنهم -، ولهذا اتفق أهل الحق ومن يعتد به في الاجماع على قبول شهادتهم ورواياتهم وكمال عدالتهم - رضي الله عنهم -، صحيح مسلم بشرح النووي: ١٥/١٤٩.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: وكذلك نؤمن بالامساك عما شجر بينهم، ونعلم أن بعض المنقول في ذلك كذب، وهم كانوا مجتهدين إما مصيبين لهم أجران، وإما مثابين على عملهم الصالح مغفور لهم خطأهم ما كان لهم من السيئات، وقد سبق لهم من الله الحسنى، فإن الله يغفرها لهم)) مجموع فتاوى: ٣/٤٠٦-٤٠٧.
(٢) الوليد بن أبي بدر: هو الوليد بن شجاع بن الوليد السكوني الكندي أبو همام الكوفي، ثقة. التقريب: ١/٥٨٢.
(٣) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وعبد الله بن عياش صدوق يغلط.
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: ٥/٢٦، و٢٦٣، من طريق مهدي بن سابق النهدي البهدراني، عن عبد الله
ابن عياش، عن أبيه قال: كان عمر بن عبد العزيز ... وذكر في آخر القصة ثلاثة أبيات منها هذين البيتين، ورجال إسناده ثقات.
وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء أيضا: ٥/٣١٩، والبيهقي في الزهد الكبير: ٢/٢٣٠، من طريق جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ،
عَنْ حمزة الزيات قال كان عمر بن عبد العزيز ... فذكرهما. لكنه ورد في الحلية: ((وتنصب)) وفي الزهد الكبير: ((وتتعب)) بدل ((وتشغل)) .
وأخرجه أبو نعيم أيضا في حلية الأولياء أيضا: ٥/٣١٩، من طريق أبي معشر، عن محمد بن قيس قال: كان عمر
ابن عبد العزيز فذكرهما.
وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: ٥/٣١٩-٣٢٠، والبيهقي في شعب الإيمان: ٧/٤٠٩، وابن الجوزي في صفة الصفوة: ٢/١٢٤، من طريق سعيد بن محمد الثقفي الوراق، عن القاسم بن غزوان قال: كان عمر بن عبد العزيز يتمثل هذه الأبيات، فذكر هذين البيتين ضمن تلك الأبيات.
وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: ٧/٢٢٠، والبيهقي في الزهد الكبير: ٢/٢٢٩، والذهبي في سير أعلام النبلاء:
٧/١٦٦، من طرق عن جعفر بن عون، عن مسعر بن كدام من شعره.
ولم يذكر الذهبي إسناده إليه، وورد عند أبي نعيم والذهبي ((وتتعب)) بدل ((وتشغل)) .
(٤) في الخطية (تجهل) وعليها علامة الضرب، وفي الهامش (تشغل) وفوقها (صح) .

<<  <  ج: ص:  >  >>