(٢) هو المسيّب بن حزن بفتح المهملة وسكون الزاي، ابن أبي وهب المخزومي، أبو سعيد، له ولأبيه صحبة، عاش إلى خلافة عثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. (٣) في إسناده محمد بن حمدان: لم يُذْكر فيه جرح ولا تعديل، وبقية رجاله ثقات. وعنعنة قتادة لا أثر لها، لأن الراوي عنه شعبة، وأصل الحديث في الصحيح من حديث جابر وغيره. أخرجه ابن جميع في معجم الشيوخ: ١/١٠١-١٠٢، ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد: ٩/٢٩٦. وأخرجه يحيى بن معين في تاريخه برواية الدوري: ١/٣٢١، ومن طريقه البيهقي في دلائل النبوّة: ٢/٢١٤. وأخرجه ابن قانع في معجم الصحابة: ٣/١٢٧ عن أسلم بن سهل الواسطي، عن أحمد بن سهل بن علي، عن شبابة به. وقد وردت روايات مختلفة في تحديد عدد جيش المسلمين في يوم الحديبية منها، ما ورد بتحديد بألف وأربعمائة، أخرجه البخاري في المغازي: باب غزوة الحديبية ٨/٢١١ رقم «٤١٥٤» . مطولاً، وفي التفسير: باب قوله: {إذ يبايعونك تحت الشجرة} ٩/٥٦١ رقم «٤٨٤٠» مختصرا، وفي الأشربة: باب شرب البركة والماء المبارك
١١/٢٣٧ رقم «٥٦٣٩» مطولا، ومسلم في الإمارة: باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال ٣/١٤٨٣-١٤٨٤، رقم «١٨٥٦» من طرق عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ? يوم الحديبية: «أنتم خير أهل الأرض وكنّا ألف وأربعمائة، لو كنت أبصر لأريتكم مكان الشجرة» . وقد صحّ ذلك أيضا من حديث البراء، ومعقل بن يسار، وسلمة بن الأكوع. وما ورد بتحديده بألف وخمسمائة: أخرجه البخاري في المناقب: باب علامات النبوّة في الإسلام ٧/٢٧٩ رقم «٣٥٧٦» وفي باب المغازي: باب غزوة الحديبية ٨/٢٠٩ رقم «٤١٥٢» . ورقم «٤١٥٣» ، مسلم في الإمارة: باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند القتال ٣/١٤٨٤ رقم «١٨٥٦» ، من طرق عن جابر بن عبد الله قال: ... وفيه: «لو كنّا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة» . وورد بأنهم كانوا ألفا وثلاثمائة: أخرجه مسلم في الإمارة: باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال ٣/١٤٨٣ رقم «١٨٥٧» من قول عبد الله بن أبي أوفى الصحابي الجليل - رضي الله عنه -. هذا وقد ورد بتحديدهم بأنهم كانوا بضع عشرة مائة. وورد أيضا بأنهم كانوا ألفا وخمسمائة وخمسة وعشرين. وكل هذه الروايات وردت بأسانيد صحيحة. علما بأنه قد ورد في تحديد عددهم بأنهم كانوا سبعمائة. والتحديد بأنهم كانوا ألفا وخمسمائة وأربعين، والتحديد بأنهم كانوا ألفا وسبعمائة. والتحديد بأنهم كانوا ألفا وثمانمائة. ولكنها كلها غير ثابتة لضعف رجال أسانيد تلك الروايات، وأما رواية سبعمائة فلوقوع الوهم فيها، وأن الصحيح أنها من كلام ابن إسحاق، فلا يصار إليها إذاً لمخالفتها النصوص الصحيحة الثابتة. انظر مرويات غزوة الحديبية: ٠/٣٩-٥٣. وأما الروايات الصحيحة فإنك ترى في ظاهرها إختلافًا، لذلك إختلفت فيها وجهات نظر العلماء إلى قولين: أ: من قال بالترجيج وهم: الإمام البيهقي والإمام ابن القيم وغيرهما رحمهم الله، حيث رجّحوا رواية ألف وأربعمائة. وأما الإمام ابن حبان فقد رجح رواية ألف وخمسمائة. حيث قال: الصحيح ألف وخمسمائة على ما قاله سعيد ابن المسيّب. انظر صحيح ابن حبان: ١١/٢٣٢، دلائل النبوّة: ٢/٢١٤، زاد المعاد: ٣/٢٨٨، فتح الباري: ٧/٤٤٠. ب: وقال الآخرون بالجمع بين الروايات إعمالا بجميع النصوص الصحيحة. حيث قال الإمام النووي بعدما ذكر الروايات الثلاث الأول قال: ويمكن أن يجمع بينهما بأنهم كانوا أربعمائة وكسر، فمن قال: أربعمائة، لم يعتبر الكسر، ومن قال: خمسمائة اعتبره، ومن قال: ألف وثلاثمائة ترك بعضهم لكونه لم يُتْقِن العدّ أو لغير ذلك أهـ شرح النووي علي صحيح مسلم: ١٣/٢. وقال ابن حجر: والجمع بين هذا الاختلاف أنهم كانوا من ألف وأربعمائة، فمن قال: ألفا وخمسمائة جبر الكسر، ومن قال: ألفا وأربعمائة ألغاه، ويؤيّده قوله في الرواية الثالثة من حديث براء «ألفا وأربعمائة أو أكثر» ، أما قول عبد الله بن أبي أوفى: ألفا وثلاثمائة، فيمكن حمله على ما اطلع عليه هو، واطلع غيره على زيادة ناس لم يطلع هو عليهم، والزيادة من الثقة مقبولة، أو العدد الذي ذكره جملة من ابتدأ الخروج من المدينة والزائد تلاحقوا بهم بعد ذلك، أو العدد الذي ذكره عدد المقاتل والزيادة عليه من الأتباع، من الخدم والنساء والصبيان الذين لم يبلغوا الحلم. اهـ فتح الباري: ٧/٤٤٠. وكلام الصوري صحيح، لم أجد من وافق شبابة في هذا السياق.