للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

نُورًا، وَقُلْنَ أَزْوَاجُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ: اللَّهُمَّ اقْبِضْهُ إِلَيْنَا فَقَدِ اشْتَقْنَا إِلَى رُؤْيَتِهِ، وَإِنْ هَلَّلَ أَوْ سَبَّحَ تَلَقَّاهَا سَبْعُونَ أَلْف مَلَكٍ يَكْتُبُونَهَا إِلَى أَنْ تَوَارَى بِالْحِجَابِ (١) .

هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ مَسْرُوقِ بْنِ الأَجْدَعِ، مَا كَتَبْنَاهُ عَنْهُ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ، قَالَهُ الصُّورِيُّ.

١٣١٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ جُمَيْعٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَمْزَةَ

أَبُو بَكْرٍ الْمُقْرِئُ الصَّيْرَفي بالرَّافِقَة، وَتُوُفِّيَ لاثْنَتَيْ عَشْرَةَ مِنَ الْمُحَرَّمِ سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن العلاء، حدثنا العبَّاس

ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «كَانَ يَلْبَسُ خَاتَمَهُ [ل٢٨٢/أ] فِي يَمِينِهِ» (٢)


(١) حديث موضوع، في إسناده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو صدوق سيء الحفظ جداًّ، وجرير بن أيوب متهم.

أخرجه ابن جميع في معجم الشيوخ: ١/١١٥، ومن طريقه الذهبي في ميزان الاعتدال: ٢/١١٧، وانظر لسان الميزان: ٢/١٠١.
وأخرجه الطبراني في المعجم الصغير: ٢/٩٢ وفي المعجم الأوسط: ٧/٣٦٨ رقم «٧٧٤٩» من طريق سهل بن حماد، عن جرير به.
وأخرجه ابن عدي في الكامل: ٢/٥٤٧-٥٤٨، من طريق سهل بن حماد، عن جرير بن أيوب، عن محمد بن عبد الرحمن، عن الشعبي، عن مسروق به.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: ٣/١٨٠: رواه الطبراني في الصغير، وفيه أيوب وهو ضعيف جدّاً. وقال الذهبي: هذا موضوع على ابن أبي ليلى.
(٢) حديث صحيح، وفي إسناد المؤلف محمد بن المطلب الصيرفي لم أجد له ترجمة، ويحيى بن العلاء وهو كذّاب.
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: ١١/٢٣٣ رقم «١١٥٨» من طريق محمد بن موسى الحرشي، وابن الجوزي في العلل المتناهية: ٢/٦٩٢ رقم «١١٥٤» من طريق أبي بدر كلاهما عن معاذ بن هانئ به.
وقال ابن الجوزي: تفرد به يحيى، عن العباس، قال أحمد: يحيى بن العلاء كذاّب يضع الحديث، وقال الفلاس: متروك الحديث.
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: ١١/٣٠٥ رقم «١١٨١٥» من طريق محمد بن بكار، عن عدي بن الفضل، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ، عَن عِكْرِمَةَ به.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: ٥/١٥٣، رواه الطبراني من طريقين ضعيفين.
قلت: وعدي بن الفضل متروك الحديث كما في التقريب: ١/٣٨٨، وأبي إسحاق هو: الشيباني سليمان بن أبي سليمان الكوفي ثقة، التقريب: ١/٢٥٢. ويلاحظ أن الهيثمي قد تساهل في حكمه على هذين الطريقين.
ولكن وردت أحادث صحيحة في تختّم النبي ? في يمينه، منها على سبيل المثال:
ما أخرجه مسلم في اللباس والزينة: باب ٣/١٦٥٨ رقم «٢٠٩٤» وغيره من طريق ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك قال: «أن رسول الله ? لبس خاتم فضّة في يمينه، فيه فصٌّ حبَشِيٌّ، كان يجعل فصُّه مما يلي كفُّه» .

وما أخرجه أبو داود في الخاتم: باب ما جاء في التختّم في اليمين أو اليسار ٤/٤٣٢ رقم «٤٢٢٩» والترمذي في أبواب اللباس: باب ما جاء في لبس الخاتم في اليمين ٥/٤٢٢ رقم «١٧٩٦» وأبو الشيخ في العظمة: رقم «١٣١» والمزِّي في تهذيب الكمال: ١٣/٢٢٧، من طريق محمد بن إسحاق، عن الصلت بن عبد الله بن نوفل بن عبد المطلب قال: «رأيت ابن عباس يتختّم في يمينه ولا إخاله إلا قال: رأيت رسول الله ? يتختم في يمينه»
وقال الترمذي: قال محمد بن إسماعيل: حديث حسن صحيح.
قلت: في إسناد أبي داود يونس بن بكير وهو صدوق يخطئ كما في التقريب: ١/٦١٣، وفي إسناد الترمذي: محمد
ابن حميد الرازي وهو ضعيف، لكن كان ابن معين حسن الرأي فيه انظر التقريب: ١/٤٧٥، وقال ابن حجر في الفتح: ١٠/٣٢٦ في سنده لين. اهـ
قلت: ولكن متابعة يونس بن بكير لمحمد بن حميد الرازي نافعة لهذا قال محمد ناصر الدين الألباني: حسن. انظر مختصر الشمائل المحمديّة: ٠/٦١ رقم «٨٠» . وقال في إرواء الغليل: إسناده جيد.
هذا وقد وردت نصوص أخرى صحيحة في التّختّم في اليسار ما جعل العلماء يختلفون في التوفيق بين هذه الأحاديث على أقوال ذكرها الحافظ ابن حجر في الفتح: ١٠/٣٢٦-٣٢٧.
وأما ما نُقِل عن الإمام أحمد في رواية الأثرم عنه في تضعيفه حديث التختمّ باليمين، وما نُقل عن الدارقطني وغيره أنه قال: «المحفوظ أن النبي ? كان يختتم في يساره» . فقد قال الألباني: وأنا أظن أن هذا قاله في خصوص حديث معيّن، وإلا فأحاديث تختّمه ? في يمينه أصح وأكثر، وبعضها في الصحيحين.
وقال أيضا: فما نقله المؤلف عن الإمام أحمد من التضعيف محمول على أنه أراد حديثا معيَّناً لخصوص علّة فيه، وإلا فإن تضعيف ذلك مع وروده في خمسة أحاديث صحيحة من طرق مختلفة مما يستبعد صدوره عن الإمام أحمد رضي الله عنه.
وأضاف قائلا: وجملة القول أنه قد صح عنه ? التختم في اليمين، وفي اليسار، فيحمل اختلاف الأحاديث في ذلك على أنه ? كان يفعل هذا تارة وهذا تارة، فهو من الاختلاف المباح الذي يخيّر فيه الإنسان. انظر إرواء الغليل:
٣/٢٩٩، و٣٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>