للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فِرْقَتَيْنِ إِلَاّ جَعَلَنِي اللَّهُ فِي الخَيْرِ مِنْهُمَا حتَّى خَرجْتُ مِنْ بَيْنِ أَبَوَيْنِ، وَلَمْ يُصِبْنِي مِنْ زَعْمِ الجَاهِلِيَّةِ، وخَرجْتُ مِنْ نِكَاحٍ وَلَمْ أَخْرُجْ مِنْ سِفَاحٍ، مِنْ لَدُنْ آدَمَ حتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى أَبِي وأُمِّي، وَأَنَا خَيْرُكُمْ نَفْساً وخَيْرُكُمْ أَبًا" صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم)) (١)


(١) حديث منكر، فيه عبد الله بن محمد العامري، وقد تقدم ما فيه.
أخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص١٧٠-١٧١) من طريق صالح بن علي النوفليّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ
ابن ربيعة العامري به، ولم يقل: وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، وليس فيه قوله ((حَتَّى خَرَجْتُ مِنْ بَيْنِ أَبَوَيْنِ، وَلَمْ يُصِبْنِي مِنْ زَعْمِ الْجَاهِلِيَّةِ)) .
تفرد به عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُدَامِيُّ، فقال عن مالك عن الزهري، عن أنس متصلاً، وأعتقد أنه من عمله، وقد تقدم عن الخليلي أنه أخذ أحاديث الضعفاء من أصحاب الزهري فرواها عن مالك عن الزهري، والصواب أن الزهري أرسله كما روى عنه معمر بن راشد وصالح بن كيسان.
أخرج حديثهما ابن سعد في "الطبقات" (١/٢٢-٢٣) .
وقد روي انتساب النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مختصرا من حديث الأشعث بن قيس، وأبي هريرة، والجفشيش الكندي، وعمرو بن العاص.
أما حديث الأشعث فأخرجه عبد الله بن المبارك في "مسنده" (ص٩٦) ، والطيالسي (ص١٤١) ، وأحمد (٥/٢١١) ، وفي (٥/٢١٢) ، وابن سعد في "الطبقات" (١/٢٣) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (٧/٢٧٤) ، وفي "التاريخ الصغير"
(١/١١) ، وابن ماجه (٢/٨٧١) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (١/٢٣٥) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"
(٢/١٦٥) و (٤/٣٨٢) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (١/٦٠) ، والضياء في "المختارة" (٤/٣٠٣-٣٠٤) ، وفي

(٤/٣٠٤-٣٠٥) ، وفي (٤/٣٠٥) ، والمزي "في تهذيب الكمال" (٢٠/٢٣٨) من طرق عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عقيل ابن طلحة السلمي، عن مسلم ابن هيصم، عن الأشعث بن قيس قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم في وفد من كندة، ولا يروني إلا أفضلهم فقلت: يا رسول الله، ألستم منا؟ فقال: ((نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا)) ، قال: فكان الأشعث بن قيس يقول: لا أوتى برجل نفى رجلاً من قريش من النضر بن كنانة إلا جلدته الحد.
هذا الحديث حسّن إسناده الضياء المقدسي، وحسّنه الشيخ الألباني.
وقال في مصباح الزجاجة: "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات؛ لأن عقيل بن طلحة وثّقه ابن معين والنسائي، وذكره ابن حبان في الثقات وباقي رجال الإسناد على شرط مسلم".
انظر المختارة (٤/٣٠٣-٣٠٥) ، ومصباح الزجاجة (٣/١١٨-١١٩) .
- وحديث الجفشيش الكندي أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (٢/٢٨٥) ، وفي "المعجم الصغير" (١/١٤٤) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، والخطيب في "تاريخ بغداد" (٧/١٢٨) ، وفي "تالي التلخيص" (١/١٠٤) من طريق يحيى بن آدم، كلهم عن الحسن بْنِ صَالِحِ بْنِ حَيّ، عَنْ أبيه عن الجفشيش قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: أنت ممن يا رسول الله؟ قال: ((نحن بنوالنضر بن كنانة ... )) فذكر نحو حديث الأشعث.
وإسناده منقطع؛ لأن صالح بن حي لم يدرك جفشيش الكندي.
قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة (١/٤٩٢) : "رواه الطبراني من طريق صالح بن حيّ، عن الجفشيش الكندي ... وله من طرق أخرى عن صالح، حدثنا الجفشيش، وهو خطأ؛ فإنه لم يدركه، وأصل الحديث في مسند أحمد من رواية مسلم بن هيصم عن الأشعث ـ فذكر الحديث ـ ولم يذكر الجفشيش، وذكر أبو عمر عن عمران بن موسى
ابن طلحة عن الجفشيش مثله، وهو مرسل أيضاً".
ثم نقل الحافظ عن عمر بن شبة أنه ذكر أن الجفشيش ارتد من كندة وأنه أخذ أسيراً، وأنه قتل صبراً، فإن صح ذلك فلا صحبة له، ورواية كل من روى عنه مرسلة؛ لأنهم لم يدركوا ذلك الزمان والله أعلم.
- ... وحديث عمرو بن العاص أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (١/٢٣) عن معن بن عيسى عن ابن أبي ذئب، عمن لا يتّهم، عن عمرو بن العاص أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: ((أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ـ فانتسب حتى بلغ النضر بن كنانة ـ فمن قال غير ذلك فقد كذب)) .
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (٦/٥٢٨) : "روى ابن سعد من حديث عمرو بن العاص بإسناد فيه ضعف مرفوعاً فذكره".
قلت: وقد رواه ابن سعد أيضاً عن معن بن عيسى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أبيه نحوه مرسلاً.
- وحديث أبي هريرة أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٢/١٦٦) من طريق إبراهيم بن سعد، عن صالح
ابن كيسان، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن أبي هريرة، قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: إنك من كندة قال:
((نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، لا ننتفي من أبينا، ولا نقفو أمّنا)) .
وأما الجزء الأخير من الحديث فقد أخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص٤٧٠) ، وحمزة بن يوسف في "تاريخ جرجان" (١/٣٦١-٣٦٢) من طريق ابن أبي عمر عن محمد بن جعفر بن محمد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((خرجت مِنْ نَكَاحٍ وَلَمْ أَخْرُجْ مِنْ سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي، ثم ولدني أبي وأمي، لم يصبني من سفاح الجاهلية)) .
قال الحافظ في "التلخيص" (٣/١٧٦) : "في إسناده نظر، ورواه البيهقي من حديث أنس وإسناده ضعيف".

<<  <  ج: ص:  >  >>