للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الشِّبْلِيّ (١) ـ رحمه الله ـ إذ وقَفَ عليه شيخٌ كبيرٌ أبيضُ الرَّأسِ واللِّحية فقال له: يا أبا بكرٍ، قد ابْيَضَّ رأسيْ ولِحْيتِي وفَنِيَ عمري، وقد عرفت ما أنا فيه من سُوءِ صَنِيْعِيْ، فهل لي من حِيلة؟ فبكى الشِّبْليُّ وبكى مَنْ حولَه، ثم قال: نعم، قال الله عزَّ وجلَّ: {قُلْ لِلَّذِيْنَ كَفَرُوْا إِنْ يَنْتَهُوْا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} (٢)) ) (٣) .

٢٣٥ - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد بن عبد الرحمن بن عمر الصوفي، أنشدنا أبو بكر الشِّبليّ:

هَبْ اني قد أسأتُ وما أسأتُ وبالهُجْرانِ قبلَكُم بَدَأْتُ

فأينَ الفضلُ مِنْك فَدَتْكَ نَفسِيْ عَلَيَّ إذا أسأتَ كما أسأتُ (٤)


(١) هو أبو بكر الشبلي البغدادي، قيل اسمه: دُلَف بن جحدر، وقيل: جعفر بن يونس، وقيل: جعفر بن دُلَف، أصله من الشِّبْلِيَّة ـ وهي قرية من قرى أشروسنة ببلاد ما وراء النهر ـ ومولده بسامراء.
كان أبوه من كبار حجّاب الخلافة، وولي هو حجابة أبي أحمد الموفَّق، ثم لما عزل أبو أحمد من الولاية حضر الشبلي مجلس بعض الصالحين فتاب، ثم صحب الجنيد وغيره، وصار من شأنه ما صار.
قال الذهبي: "كان فقيهًا عارفًا بمذهب مالك، وكتب الحديث عن طائفة، وقال الشعر، وله ألفاظ، وحكم، وحال، وتمكن، لكنه كان يحصل له جفاف دماغ وسكر، فيقول أشياء يعتذر عنه فيها بأو لا تكون قدوة".
مات سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
طبقات الصوفية (ص٣٣٧-٣٤٨) ، والرسالة القشيرية (٢٥-٢٦) ، والأنساب (٧/٢٨٢-٢٨٤) ، وسير أعلام النبلاء
(١٥/٣٦٧-٣٦٩) ، والديباج المذهب (١١٦-١١٧) ، وطبقات الأولياء (٢٠٤-٢١٣) .
(٢) الآية (٣٨) من سورة الأنفال.
(٣) إسناده صحيح، أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (٢/٣٢٣) عن العتيقي به.
(٤) إسناده كالذي قبله.
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (٢/٣٢٣) عن العتيقي به.

<<  <  ج: ص:  >  >>