والحديث أخرجه أحمد (٤/٣٦٨) ـ وفيه تصريح عطية بالسماع ـ، والطبراني في "المعجم الكبير" (٥/١٩٥) ، وعبد الله في "فضائل الصحابة" (٢/٥٨٦) ، والآجري في "الشريعة" (٤/٢٠٤٩/١٥٢٢) من طرق عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سليمان به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (٥/١٩٥) من طريق مصعب بن المقدام، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية به مختصراً. وقد تابع عطيةَ العوفي على رواية هذا الحديث عن زيد بن أرقم أبو الطفيل، ويحيى بن جعدة، وميمون أبو عبد الله، وأبو سلمان المؤذن. - أما حديث أبي الطفيل فأخرجه الترمذي (٥/٦٣٣) ، والمحاملي في "أماليه" (ص٨٥) ، والحاكم (٣/١١٨) من طريق سلمة بن كهيل، عنه به مختصرا: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)) . قال الترمذي: "حديث حسن صحيح".
وأحمد (١/١١٨) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (٥/١٣٠) ، وفي "الخصائص" (ص١٥ – المطبوع مستقلاًّ عن السنن الكبرى) ، وابن أبي عاصم في "كتاب السنة" (رقم ١٣٦٥) ، والآجري في "الشريعة" (٤/٢٠٤٩-٢٠٥٠/ح١٥٢٣) ، والحاكم (٣/١١٨) من طريق الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عنه به أن زيد بن أرقم قال: ((لما دفع النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حجة الوداع، ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقُمِمْنَ، ثم قال: "كأني دعيت فأجبت، وإني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض، ثم قال: ((إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن)) ، ثم إنه أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: ((من كنت مولاه فهذا وليه، اللَّهُمَّ والِ مَنْ وَالاهُ، وعادِ من عاداه)) . قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين". وسكت عنه الذهبي، وهو كما قالا، لأن حبيب بن أبي ثابت لم يتفرد به، بل تابعه سلمة بن كهيل كما سبق، وفطر بن خليفة كما يأتي. وأخرجه أحمد (٤/٣٧٠) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (٥/١٣٤) ، وابن حبان (١٥/٣٧٦) من طريق فطر ابن خليفة، عنه قال: "جمع علي الناس في الرحبة ثم قال لهم: "أنشد الله كل امرئ مسلم سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما قال لما قام"، فقام إليه ثلاثون من الناس، قال أبو نعيم: فقام ناس كثير، فشهدوا حين أخذ بيده فقال: ((أتعلمون أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟)) قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قال: ((مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهَذَا مَوْلاهُ، اللَّهُمَّ والِ مَنْ وَالاهُ، وعادِ من عاداه)) . قال: فخرجت كأن في نفسي شيئاً، فلقيت زيد بن أرقم فقلت له: إني سمعت عليا يقول كذا وكذا، قال: فما تنكر، قد سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يقول ذلك. قال الهيثمي: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة، وهو ثقة". مجمع الزوائد (٩/١٠٤) . - وحديث يحيى بن جعدة أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (ح٤٩٨٦) ، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (١/٢٣٣-٢٣٤) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عنه به نحو حديث أبي الطفيل وفيه: ((يا أيها الناس، إنه لم يبعث نبي قط إلا عاش نصف ما عاش الذي قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم ما لن تضلوا بعده كتاب الله ... الحديث)) ، وفيه قوله ((مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهَذَا مَوْلاهُ)) ، دون قوله ((اللهم والِ ... )) قال الشيخ الألباني بعد أن عزاه للطبراني: "رجاله ثقات". - وحديث ميمون أبي عبد الله أخرجه أحمد (٤/٣٧٢) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (ح٥٠٩٢) من طريق أبي عبيد عنه. وأخرجه النسائي في "الخصائص" (ص١٠٠) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (٢/٦٠٥) من طريق عوف، وأحمد (٤/٣٧٢) ، والآجري في "الشريعة" (٤/٢٠٤٧-٢٠٤٨/ح١٥٢٠) من طريق شعبة، كلاهما عنه به، وليس فيه قوله ((اللهم والِ ... )) ، إلا أن شعبة زاد: "قال ميمون: فحدثني بعض القوم عن زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((اللَّهُمَّ والِ من والاه ... )) . قال الهيثمي: "رواه أحمد والبزار، وفيه ميمون أبو عبد الله وثقه ابن حبان، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات". مجمع الزوائد (٩/١٠٤) . قال الألباني: "وصحح له الحاكم ". انظر السلسلة الصحيحة (٤/٣٣٣) . - وحديث أبي سلمان المؤذّن أخرجه أحمد (٥/٣٧٠) ، وأبو القاسم هبة الله البغدادي في "أماليه" ـ (ل٢٠/ب ـ كما في السلسلة الصحيحة ـ من طريق أبي إسرائيل الملاّئي، عن الحكم، عنه به قال: استشهد علي على الناس، فقال: "أنشد الله رجلاً سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: ((اللهم من كنت مولاه فعلي مَوْلاهُ، اللَّهُمَّ والِ مَنْ وَالاهُ، وعادِ من عاداه)) . قال أبو القاسم: "هذا حديث حسن صحيح". قلت: فيه سلمان المؤذّن ـ وليس أبا سليمان كما وقع للهيثمي والحافظ ابن حجر، نبه عليه الشيخ الألباني في "الصحيحة" ـ وهو يزيد بن عبد الله المؤذّن، مؤّذن الحجاج، ترجم له المزي في "تهذيب الكمال" تمييزاً، وساق هذا الحديث من طريقه، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب" (٦٤٥/ت٨١٤٠) : "مقبول" اهـ. ومثله يصلح في المتابعات، وفيه أبو إسرائيل، واسمه إسماعيل بن خليفة، قال في "التقريب": صدوق سيئ الحفظ". اهـ. ومثله يصلح أيضاً في المتابعات والشواهد. والحاصل أن هذا الحديث بهذه الطرق يحتمل أن يتقوى وينتهض إلى درجة الحسن والاحتجاج، وله شواهد أخرى عن عدد من الصحابة: سعد بن أبي وقاص، وبريدة بن الحصيب، وأبي أيوب الأنصاري، والبراء بن عازب، وعبد الله ابن عباس، وأنس بن مالك، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وحميد بن عمارة عن أبيه، ومالك بن الحويرث، وعبد الله بن مسعود، عمار بن ياسر، جابر بن عبد الله. وقد خرّج الشيخ الألباني أحاديث هؤلاء ـ إلا الخمسة الأخيرة ـ في "الصحيحة" (٤/٣٣٠-٣٤٤/ح١٧٥٠) ، فمن أراد التوسع فليرجع إليه، ولينظر أيضاً كتاب "الشريعة" للآجري (٤/٢٠٤٣-٢٠٥٤) ، وكتاب "السنة" لابن أبي عاصم (٢/٦٠٤ فما بعدها) . قال الحافظ ابن حجر: "وهو كثير الطرق جدًّا، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان، وقد روّينا عن الإمام أحمد قال: "ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي". فتح الباري (٧/٧٤) .