(٢) أبو العباس القرشي، السامي، البحري، المعروف بالكديمي، وهو ابن امرأة روح بن عبادة، كان مولده سنة ثلاث وثمانين ومائة، وكان موصوفاً بالحفظ وكثرة الحديث، إلا أنه أكثر من المناكير حتى اتهمه بعضهم بالوضع.
وخلاصة القول فيه أنه كان في بداية أمره معروفا بالحديث والطلب، فلذلك ترى القدامى وثقوه، وأحسنوا الثناء عليه، ولما أكثر من الغرائب والمناكير تركوا الرواية عنه كما هو ظاهر في كلام المتأخرين. قال الخطيب البغدادي: "لم يزل الكديمي معروفاً عند أهل العلم بالحفظ، مشهوراً بالطلب مقدماً في الحديث حتى أكثر من روايات الغرائب والمناكير فتوقف إذ ذاك بعض الناس ولم ينشطوا للسماع منه". مات الكديمي سنة ست وثمانين ومائتين في جمادى الآخرة. انظر المجروحين (٢/٣١٣) ، والكامل لابن عدي (٦/٢٩٢-٢٩٣) ، وسؤالات السلمي (رقم٣٠٨) ، وسؤالات السهمي (رقم٧٤) ، والإرشاد للخليلي (٢/٦٢٢) ، وتاريخ بغداد (٣/٤٣٥-٤٤٤) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (١/١٠٩) ، وتهذيب الكمال (٢٧/٦٦-٨٠) ، وسير أعلام النبلاء (١٣/٣٠٢-٣٠٥) ، والتهذيب (٩/٤٧٥-٤٧٧) ، واللسان (٧/٣٨٠) ، والتقريب (٥١٥/ت٦٤١٩) ، والكشف الحثيث (ص٢٥٤) .