للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الطَّرَسُوْسيّ (١) يقول: سمعت سليمان بن أحمد الطبراني يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل

يقول: سمعت أبي رحمه الله -وقد قيل له: إن هؤلاء الصوفية جلوسا في المساجد

على التوكل بغير علم- فقال: ((العلمُ أَقْعَدَهم، فقيل له: فإنَّ هِمَمَهُم كِسْرةٌ (٢)

وخِرْقةٌ (٣)

، فقال: لا أعلَمُ أنَّ قوما أعظم قدرا من قومٍ يكون همُّهم من الدُّنْيا


(١) ذكره الذهبي في "ميزان الاعتدال" (٥/١٥٠) واتهمه بالوضع.
(٢) الكسرة: القطعة المكسورة من الشيء، والجمع كِسَر مثل قطعة وقِطَع. لسان العرب (٥/١٣٩) ، مادة (كسر) .
(٣) الخرقة: القطعة من خرق الثوب، والخرقة المزقة منه.
انظر: لسان العرب (١٠/٧٣) ، مادة ((خرق)) .
والمراد هنا الخرقة الصوفية، وهي الطاقية التي يضعها الشيخ فوق رأس المريد.

وللبس الخرقة أغراض منها: قصد الاتباع والسلوك، والتشرف بها كخلع الملوك، والتبرك بأيدي الصالحين والزهاد، ومنها الحرص على اتصالها إلى من أخذت عنه أولاً بالإسناد.
انظر: بدء الفلقة بلبس الخرقة (ل ١٥٤/ ب) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((وأما لباس الخرقة التي يلبسها بعض المشايخ المريدين، فهذه ليس لها أصل يدل عليها الدلالة المعتبرة من جهة الكتاب والسنة، ولا كان المشايخ المتقدمون وأكثر المتأخرين يُلبسونها المريدين، ولكن طائفة من المتأخرين أرادوا ذلك واستحبوه)) . مجموع الفتاوى (١١/٥١٠-٥١١) .
وقد روي في لبس الخرقة بأسانيد لا تخلو من كلام، أكثر دورانها عن الحسن البصري عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وقد ألف السيوطي رسالته "إتحاف الرفقة برفو الخرقة" لإثبات سماع الحسن من علي. انظر: ضمن الحاوي للفتاوي (٢/٢٦٨) .
ولكن قد نفى الحافظ ابن حجر ثبوت ذلك مطلقاً حيث قال: "إنه ليس في شيء من طرقها ما يثبت، ولم يرد في خبر صحيح ولا حسن ولا ضعيف أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ألبس الخرقة على الصورة المتعارفة بين الصوفية لأحد من أصحابه، ولا أمر أحداً من أصحابه بفعل ذلك، وكل ما يروى من ذلك صريحاً فباطل"، ثم قال: "ثم من الكذب المفترى قول من قال: إن علياً ألبس الخرقة الحسن البصري، فإن أئمة الحديث لم يثبتوا للحسن من علي سماعاً، فضلاً عن أن يلبسه الخرقة)) .
انظر: المقاصد الحسنة ص (٣٣١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>