للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَرْدَان (١)

قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: ((ارْتَقَى النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المِنْبر، فَلَمَّا ارْتَقَى دَرَجَةً قَالَ: آمِينَ، ثُمَّ ارتَقَى دَرَجَةً فَقَالَ: آمِينَ، ثُمَّ ارْتَقَى دَرَجَةً فَقَالَ: آمِينَ، ثُمَّ اسْتَوَى، فَجَلَسَ فَقِيلَ لَهُ: يَا نبيَّ اللَّهِ، مَاذَا أمَّنْتَ؟ قَالَ: إِنَّ جبريلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَتَاني، فَقَالَ: رَغِمَ أنفُ امرِئٍ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يصلِّ عَلَيْكَ فقلتُ: آمِينَ، ورَغِمَ أنفُ امْرِئٍ أَدْرَكَ أبَوَيْه، أَوْ أحدَهما فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ، فقلتُ: آمِينَ، ورَغِمَ أنفُ امْرِئٍ أَدْرَكَ رمضانَ فَلَمْ يُغْفَر لَهُ فقلتُ: آمين)) (٢)


(١) هو سلمة بن وردان الليثي، أبو يعلى الجُنْدَعي ولاءً، المدني.
قال ابن معين: "ليس بشيء"، وقال أحمد: "منكر الحديث"، وقال مرة: "ضعيف الحديث".

وقال أبو حاتم: "ليس بقوي، تدبّرت حديثه فوجدت عامتها منكرة، لا يوافق حديثه عن أنس حديث الثقات، إلا
في حديث واحد، يكتب حديثه".
تاريخ ابن معين (٢/٢٢٧ ـ الدوري ـ) ، والعلل لأحمد (١/٢٤٠، ٣٢٠ ـ المكتبة الإسلامية ـ) ، والجرح
والتعديل (٤/١٧٥) ، والتهذيب (٤/١٦٠) ، والتقريب (٢٤٨/ت٢٥١٤) .
(٢) إسناده ضعيف فيه:
- سلمة بن وردان، وقد تفرد به.
- والراوي عنه يحيى بن عبد الله البابلتي، ضعيف كذلك.
أخرجه البزار (ح٣١٦٨ ـ كشف الأستار ـ) ، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم" (ح١٥) ، والحافظان الحسن ومحمد ابنا علي بن عفان في "الأمالي والقراءة" (ص٤٤-٤٥/ح٣٩) ، وأبو بكر الشافعي
في "الغيلانيات" (١/٣٨٩-٣٩٠/ ح١٨١ ـ مختصرًا على الجزء الأخير ـ) ، وابن شاهين في "فضائل شهر رمضان" (ص١٣٤-١٣٥/ح٧-٨) ، والعراقي في "الأربعين العشارية" (ح٩٢) من طرق عن سلمة بن وردان به.
قال البزار: "وسلمة صالح، وله أحاديث يستوحش منه، ولا نعلم روى أحاديث بهذه الألفاظ غيره"، قال الهيثمي: "رواه البزار، وفيه سلمة بن وردان، وهو ضعيف، وقد قال فيه البزار: صالح، وبقية رجاله رجال الصحيح"، قلت: قول البزار في سلمة
ابن وردان "صالح" مخالف لما قاله الأئمة فيه كما سلف في ترجمته، والظاهر أنه عنى بصلاح ديانته، لا روايته، والله أعلم".
مجمع الزوائد (١٠/١٦٦) ، والقول البديع للسخاوي (ص٢٠٨) .
وله طريقان آخران عن أنس:
- أولهما طريق ثابت، أخرجه ابن شاهين في المصدر السابق (ص١٣٢/ح٤) من طريق مؤمل ـ هو ابن إسماعيل ـ، عن حماد بن سلمة، عنه به مختصراً.
وفيه مؤمل بن إسماعيل، وهو صدوق سيئ الحفظ، فالسند ضعيف.

- وثانيهما: طريق موسى بن عبد الله الطويل عنه، أخرجه أبو الليث السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (٢/٤٤٣-٤٤٤) ،
وتمام في "فوائده" (رقم٩٩٠) ، من طريق أبي جعفر محمد بن سلمة، عنه به.
وفي سنده موسى الطويل، وقد تقدم غير مرة أنه متّهم بالكذب.
وقد روي أيضاً من غير طريق أنس:
- الأول: حديث ابن عباس.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٢/٨٤/ح١٢٥٥١) ، وابن شاهين في "فضل شهر رمضان" (ص١٢٨/ح١)
من طريق إِسْحَاقَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كيسان، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عنه به.
وفي سنده إِسْحَاقَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كيسان، وهو ضعيف أيضاً. انظر الميزان (١/١٩٤) ، واللسان (١/٣٦٥) ، ومجمع الزوائد (١٠/١٥٦) .
وأبوه عبد الله بن كيسان، ضعيف أيضاً، وقال البخاري: "منكر الحديث". وقال العقيلي: "في حديثه وهم كثير".
وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث". وقال ابن حجر: "صدوق يخطئ كثيراً".
انظر تهذيب الكمال (١٥/٤٨٠-٤٨١) ، والتهذيب (٥/٣٧١) ، والتقريب (٣١٩/ت٣٥٥٨) .
وله طريق آخر عنه، أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (١١/٨٢/ح١١١١٥) ، وفي إسناده يزيد بن أبي زياد، وقد تقدم أنه ضعيف. انظر الرواية رقم (٤٣٤) .
- والشاهد الثاني: حديث عمار بن ياسر.
أخرجه البزار (ح٣١٦٤ ـ كشف الأستار ـ) ، وابن شاهين في "فضل شهر رمضان" (ص١٣٠/ح٢) من طريق عثمان بن أبي عبيدة، عن أبيه، عن جده، عنه به مختصراً.
وإسناده ضعيف، فإن عثمان وأباه قال في كل منهما الحافظ: "مقبول"، أي إذا توبعا، ولا متابع لهما.
قال السخاوي: "أخرجه البزار هكذا، والطبراني باختصار من رواية عثمان بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن أبيه، عن جدّه بهذا"، ثم قال: "ومحمد بن عمار ذكره ابن حبان في "الثقات"، وابنه أبو عبيدة وثّقه ابن معين، وقال أبو حاتم: "منكر الحديث". القول البديع (ص٢١٠) .
- والشاهد الثالث: حديث كعب بن عُجْرة.
أخرجه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم" (ح١٩) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٩/١٤٤/ح٣١٥) ، وابن شاهين في "فضل شهر رمضان" (ص١٣٠-١٣٢/ح٣) ، والحاكم (٤/١٥٣-١٥٤) ، من طرق عن سعيد بن أبي مريم، عن محمد بن هلال، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن أبيه، عن جده كعب به مطوّلاً.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
وقال الهيثمي: "رواه الطبراني، ورجاله ثقات". مجمع الزوائد (١٠/١٦٦) .
وقال السخاوي: "رجاله ثقات". القول البديع (ص٢٠٧-٢٠٨) .
قلت: فيه إسحاق بن كعب، قال الذهبي في "الميزان" (١/١٩٦) : "تابعي مستور". وقال ابن حجر في "التقريب": "مجهول الحال"، فكأنهم صحّحوه بناءً على كونه تابعيًّا، وقد روى عن أبيه، فيكون أعلم به وألصق، كما تقدم في منهج الذهبي في ذلك، والله أعلم.
- والشاهد الرابع: حديث أبي هريرة.
أخرجه أحمد (٢/٢٥٤) ، والترمذي (٥/٥٥٠/ح٣٥٤٥) كتاب الدعوات، باب قول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "رغم أنف رجل"من طريق ربعي بن إبراهيم ـ أخو إسماعيل بن إبراهيم بن علية ـ عن عبد الرحمن بن إسحاق، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عنه به مختصراً.
قال الترمذي: "حديث حسن، غريب من هذا الوجه".
وأخرجه إسماعيل القاضي (ح١٦) ، وابن حبان، والحاكم (١/٥٤٩) ، من طريق بشر بن المفضل، وإسماعيل القاضي
(ح١٧) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن عبد الرحمن بن إسحاق المدني به، وهو عند الحاكم مختصر بذكر الصلاة فقط.
وله طريق آخر عن أبي هريرة، أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ح٦٤٦) ، وإسماعيل القاضي (ح١٨) ، والبزار
(ح٣١٦٩ -كشف الأستار) ، وابن خزيمة (ح١٨٨٨) من طريق كثير بن زيد الأسلمي، عن الوليد بن رباح، عنه به.
وله طريق آخر عنه أخرجه أبو يعلى (ح٥٩٢٢) ، وعنه ابن حبان (ح٩٠٧) من طريق محمد بن عمرو بن علقمة،
عن أبي سلمة، عنه، وإسناده حسن.
والحاصل أن الحديث بهذه الشواهد يتقوى ويصح، وفي الباب غير ما ذكرت عن مالك بن الحويرث، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن مسعود، وجابر بن سمرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>