- أبو معشر المدني، وهو ضعيف. - وإسحاق بن بشر الكاهلي، متروك الحديث، واتهم بالوضع. - وأحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ الْمُقْرِئُ، ليس بالقوي. أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (١/٩٨-٩٩) عن علي بن عبد العزيز، عن إسحاق بن بشر الكاهلي به. وأورده الذهبي في "الميزان" (١/١٨٦-١٨٨) عن إسحاق بن بشر الكاهلي. قال العقيلي: "هذا حديث ليس له أصل، ولا يحتمل أبو معشر مثل هذا الحديث، وإن كان فيه لين، والحمل فيه على إسحاق". ومثله قال الذهبي أن الحمل على إسحاق الكاهلي. قلت: ولكن إسحاق لم يتفرد به، بل رواه علي بن عبد العزيز بن بحر، وهو أحد المتروكين عن أبي معشر به، أشار إليه الذهبي بقوله: "مع أن علي بن عبد العزيز بن بحر أحد المتروكين قد رواه بطوله عن أبي معشر". كما رواه عن أبي معشر ابنه محمد، أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" ـ كما في "الميزان" (١/٨٨) ، وفي "الإصابة" (٦/٥١٩) ـ قال: ثنا محمد بن الحسن بن داود العلوي، ثنا أبو نصر محمد بن حمدويه المروزي، ثنا عبد الله بن محمد الآملي، ثنا محمد بن أبي معشر، أخبرني أبي، فذكره ولم يطوله. قال الحافظ ابن حجر: "وحديث هامة إذا كان محمد بن أبي معشر وغيره قد تابع الكاهلي عليه فكيف يكون الحمل على الكاهلي؟! والحمل فيه حينئذ على أبي معشر". وله طريق آخر عن عمر، أخرجه جعفر المستغفري، وإسحاق المنجنيقي ـ كما في الإصابة (٦/٥١٩) من طريق
أبي محصن الحكم بن عمار، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب قال: قال عمر: فذكره مطوّلاً، وزاد فيه: ((أنه قال: أتى علي ثمانية آلاف وأربعمائة واثنتان وعشرون سنة، وأنه كان يوم قتل قابيل هابيل غلاماً، وإن عدد الجن الذين استمعوا القرآن وصلَّوا خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ثلاثة وسبعون ألفاً)) . وإسناده منقطع، وسعيد بن المسيب لم يدرك عمر. وله طريق آخر ذكره ابن حجر في الإصابة، من رواية عبد الحميد بن عمر الجندي، عن شبل بن الحجاج، عن طاووس، عن ابن عباس، عن عمر بطوله. ويروى من حديث ابن عباس، أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (٤/١٤-١٥) من طريق مسلم الطائفي، عن عزير بن الجُرَيجي، عن ابن جريج، عن عطاء، عنه أنه قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم في دار الأرقم مختفياً في أربعين رجلاً وبضع عشرة امرأة، فدق الباب، فقال: "افتحوا، إنها لنغمة شيطان"، قال: ففتح الباب فدخل رجل قصير، فقال: السلام عليك يا نبي الله، ورحمة الله وبركاته، فقال: وعليك السلام ورحمة الله، مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا هَامَةُ بْنُ الْهَيْمِ بْنِ لاقِيسَ بْنِ إبليس فذكره" مختصراً. والحديث مروي أيضا عن أنس بن مالك، أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (٤/٩٦) ، وابن أبي الدنيا في "الهواتف" (ص٧٧-٧٨) ، وابن ماجه في "التفسير" ـ كما في "تهذيب الكمال" (٢٥/٤٨١) ، وعبد الله بن أحمد في زيادات الزهد، وابن مردويه في "التفسير" ـ كما في "الإصابة" (٦/٥١٨) ـ من طريق أبي سلمة محمد بن عبد الله الأنصاري، عن مالك ابن دينار، عن أنس قَالَ: ((كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم خارجاً من جبال مكة، إذ أقبل شيخ متكئ على عكازة، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: "مشية جنيّ، ونغمة جنّيّ، فقال: أجنّيّ أنت؟ فقال: نعم، قال: من أي الجن أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا هَامَةُ بْنُ هيم بن لاقيس بن إبليس، ... )) ، فذكره نحوه ولم يطوّله. وفي إسناده أبو سلمة محمد بن عبد الله الأنصاري، وهو منكر الحديث. قال العقيلي: "روى هذا الحديث إسحاق بن بشر الكاهلي عن أبي مَعْشَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن عمر رضي الله تعالى عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وكلا هذين الإسنادين غير ثابت، ولا يرجع منهما إلى صحة".