(٢) إسناده ضعيف جدًّا من أجل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، وهو متّهم. وفي سماع حبيب بن أبي ثابت من عروة خلاف كما يأتي. أخرجه الترمذي (٥/٥١٨/ح٣٤٨٠) كتاب الدعوات، باب ما جاء في جامع الدعوات عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وأبو يعلى (٨/١٤٥/ح٤٦٩٢) ، من طريق معاوية بن هشام، والحاكم (١/٧١١) من طريق بكر بن بكار، وابن عدي في "الكامل" (٢/٤٠٧) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (٢/١٣٦) من طريق حماد بن شعيب، ثلاثتهم عن حبيب بن أبي ثابت به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب"، قال: سمعت محمداً يقول: "حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير شيئاً والله أعلم"، وقال الحاكم: "حديث صحيح الإسناد، إن سلم سماع حبيب من عروة، ولم يخرجاه". قلت: وقد صحح أبو داود سماع حبيب بن أبي ثابت من عروة بن الزبير، وذكر أن حبيباً روى عن عروة حديثاً صحيحاً، ويعني هذا الحديث. انظر تهذيب الكمال (٢٠/٤١) ، والتهذيب (٧/١٧٠) ، وعون المعبود (١/٢١٠) .
وقال ابن عبد البر: "وحبيب لا ينكر لقاؤه عروة لروايته عمن هو أكبر من عروة، وأقدم موتاً"، وقال أيضاً: "لا شك أنه أدرك عروة". نقله عنه صاحب نصب الراية (١/٧٢) . وأما ابن عدي فظاهر كلامه يدل على إثبات سماع حبيب من عروة إذ قال: "وهذا الحديث أكبر ظني أنه يرويه حماد ابن شعيب عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة، عن عائشة، وحبيب بن أبي ثابت هو أشهر وأكثر حديثاً من أن أحتاج أن أذكر من حديثه شيئاً، وإنما ذكرت هذا المقدار من رواية الثوري وشعبة عنه، وهو بشهرته مستغنٍ عن أن أذكر من أخباره أكثر من هذا، وقد حدّث عنه الأئمة مثل الأعمش والثوري، وشعبة، وغيرهم، وهو ثقة حجة كما قاله ابن معين، ولعل ليس في الكوفيين كبير أحد مثله لشهرته وصحة حديثه وهو في أئمتهم يجمع حديثه". وقال الخطيب: "وهكذا رواه حمزة بن حبيب الزيات عن حبيب، ورواه أبو مريم عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ حبيب ابن أبي ثابت، عن مولى لقريش، عن عروة بن الزبير". قلت: هذا لا شيء، عبد الغفار بن القاسم ضعيف كما سبق، فروايتهم هي الصواب والله أعلم.