أخرجه الضياء في "المختارة" (٣/٣٣٩) من طريق ابن حيويه به. قال الضياء: "والمحفوظ بهذا الإسناد أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بعث إلى أبي طبيباً فكواه، قال: إسناده معلول". اهـ. قلت: الحديث الذي أشار إليه أخرجه عبد الله في زياداته على أبيه في المسند (٥/١١٥) ، ووقع في المطبوع من المسند من رواية عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حجاج بن يوسف عن شبابة، وفي إتحاف المهرة (١/١٨٣/ح١٣) عبد الله عن حجاج عن شبابة.
قال المحقق: والظاهر صواب ما ههنا؛ لأن الإمام أحمد ترك الرواية عن شبابة للإرجاء، وأما رواية ابنه عنه، فلأن شبابة قد رجع عن بدعته، خلافاً لأبيه في عدم روايته عمن رجع عن بدعته أيضاً. انظر التهذيب (٤/٣٠٢) ، وقد عزاه الهيثمي في المجمع (٥/٩٨) لعبد الله. وأخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف" (٢/٣٧٣، و١٢/٢١٠) ، وأحمد (٥/١١٦) ، وعبد بن حميد (رقم١٦٦) ، والمفضل الجَنَدي في "فضائل المدينة" (رقم٤٦) ، وأبو جعفر الطبري في تفسيره (١٤/٤٨٠) ، وابن عدي في "الكامل" (٤/١٤٧٣) ، والحاكم في "المستدرك" (٢/٣٣٤) كلهم من طريق عبد الله بن عامر الأسلمي، عن عمران بن أبي أنس، عن سهل بن سعد عن أبي به، ولفظ ابن أبي شيبة، ورواية للإمام أحمد: ((الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى هو مسجدي)) . قال الحاكم عقب إخراجه لهذا الحديث: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وشاهده حديث أبي سعيد أصح منه"، وأقره الذهبي. والصواب أن الإسناد ضعيف، فيه عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف. قال الهيثمي: "رواه أحمد، وفيه عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف". ولكن أخرجه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (٢/٣٧٢) ، وأحمد (٥/٣٣١) وعبد بن حميد (رقم٤٦٦) ، والروياني في مسنده (٢/٢٣٥) ، وأبو جعفر الطبري في تفسيره (١٤/٤٧٩) ، وابن حبان (٣/٦٦) ، والطبراني في الكبير (٦/٢٥٤/ح٦٠٢٥) من طريق ربيعة بن عثمان التيمي، عن عمران بن أبي أنس عن سهل بن سعد قال: ((اختلف رجلان على عهد النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، فقال أحدهما: هو مسجد المدينة، وقال الآخر: هو مسجد قباء، فأتيا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: هو مسجدي هذا)) . ولم يذكر فيه أبي بن كعب. قال الهيثمي: "رواه كله أحمد، والطبراني باختصار، ورجالهما رجال الصحيح". وأخرجه الإمام أحمد (٥/٣٣٥ـ باختصار ـ) من طريق عبد الله بن عامر الأسلمي عن عمران بن أبي أنس عن سهل ابن سعد بلفظ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم إذا سُئِلَ عَنِ الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ على التقوى قال: ((هو مسجدي)) . فوافق عبد الله بن عامر ـ وهو ضعيف ـ ربيعة بن عثمان التيمي في عدم ذكر أبي بن كعب. وربيعة بن عثمان تكلم فيه بعض النقاد، وهو لا بأس به، وقال الحافظ ابن حجر: " صدوق له أوهام". انظر: الثقات لابن شاهين (رقم ٣٦١) ، ومن تكلم فيه وهو موثق للذهبي (رقم ١١٣) ، والتهذيب (٣/٢٥٩-٢٦٠) ، والتقريب (٢٠٧/ت١٩١٣) . وللحديث شاهد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "دخلت عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في بيت بعض نسائه، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ المسجدين الذي أسس على التقوى؟ قال: فأخذ كفاً من حصباء فضرب به الأرض، ثم قال: ((هو مسجدكم هذا)) لمسجد المدينة. أخرجه مسلم ـ واللفظ له ـ (٢/١٠١٥/ح١٣٩٨) كتاب الحج، باب بيان أن الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى هو مسجد النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة، والإمام أحمد (٣/٨، ٢٤، ٨٩) ، والترمذي (٥/٢٨٠/ح٣٠٩٩) ، والنسائي (٢/٣٦) ، والمفضل الجندي في "فضائل المدينة" (رقم٤٥) ، والطبري في تفسيره (١٤/٤٧٧، ٤٨٠) ، وابن حبان (٣/٦٧) ، والحاكم (٢/٣٣٤) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (٥/٢٦٣-٢٦٤) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (١٣/٢٦٨) ، والبغوي في "معالم التنزيل" (٣/١٤٨) كلهم من طريق عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري. وأخرجه مسلم (٢/١٠١٥/ح١٣٩٨) ، وابن أبي شيبة (٢/٣٧٢-٣٧٣) ، وأبو يعلى (٢/٣٠٣/ح١٠٢٩) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٥/٢٤٦) ، وفي دلائل النبوة (٢/٥٤٤، و٥/٢٦٤) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن. وأخرجه ابن أبي شيبة (٢/٣٧٢) ، والإمام أحمد (٣/٢٣، ٩١) ، والترمذي (٢/١٤٤/ح٣٢٣) ، وأبو يعلى (٢/٢٧٢/ح٩٨٥) ، والمفضل الجندي في "فضائل المدينة" (رقم٤٢) ، والطبري في تفسيره (١٤/٤٨١) ، وابن أبي حاتم في تفسيره (تفسير سورة التوبة آية رقم ١٠٨، حديث ١٦٠٠) ، وابن حبان (٣/٧٤/ح١٦٢٤) ، والفاكهي في "حديثه عن أبي يحيى بن أبي مسرة" عن شيوخه (ق٣٩/ب) ، والحاكم (١/٤٨٧) ، (٢/٣٣٤) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (١/٢٢٩) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (٢/٥٤٤-٥٤٥) ، والبغوي في "شرح السنة" (٢/٣٤٠) من طريق أبي يحيى سمعان الأسلمي. ثلاثثتهم عن أبي سعيد الخدري به. وفي رواية من طريق عمران بن أبي أَنَسٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي سعيد عن أبيه عند أحمد والترمذي وغيرهما بلفظ: ((تمارى رجلان في الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى من أول يوم، فقال رجل: هو مسجد قباء، وقال الآخر: هو مسجد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "هو مسجدي هذا")) . قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث عمران بن أبي أنس، وقد روي هذا عن أبي سعيد من غير هذا الوجه، ورواه أنيس بن أبي يحيى عن أبيه عن أبي سعيد رضي الله عنه". ورواية أبي يحيى عن أبي سعيد بلفظ: ((أن رجلاً من بني عمرو بن عوف ورجلاً من بني خُدْرة امتريا في الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، فقال العوفي: هو مسجد قباء، وقال الخدري: هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فسألاه عن ذلك، فقال: "هو مسجدي هذا، وفي ذلك خير كثير". قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وله شاهد آخر من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، فَقَالَ: "هُوَ مَسْجِدِي")) . أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (٥/١٤٥/ح٤٨٥٤) من طريق عبد الله بن عامر الأسلمي عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد عن زيد بن ثابت به. وعبد الله بن عامر ضعيف ـ كما تقدم ـ، وقد خالفه سفيان بن عيينة وعبد الرحمن بن أبي الزناد، فروياه عن أبي الزناد، عن خارجة بن زيد عن أبيه موقوفاً. أخرجه المفضل الجندي في "فضائل المدينة" (١/٣٤) ، والطبري في تفسيره (١٤/٤٧٧-٤٧٨) ، والنسائي في "الكبرى" (٦/٣٥٩) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (١٣/٢٦٩) من طريق سفيان بن عيينة عن أبي الزناد به. وأخرجه الطبراني أيضاً في "المعجم الكبير" (٥/١٣٧) من طريق هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عن زيد بن ثابت موقوفاً. قال الهيثمي: "رواه الطبراني مرفوعاً وموقوفاً، وفي إسناد المرفوع عبد الله بن عامر الأسلمي، وهو ضعيف، وأحد إسنادي الموقوف رجاله رجال الصحيح". وأخرجه المفضل الجندي في "فضائل المدينة " (رقم٤٤) من طريق عبد الله بن عامر عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مرسلاً. وعبد الله ضعيف، ولكن تابعه سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن خارجة مرسلاً، كما أخرجه بن أبي شيبة (٢/٣٧٢) . والصحيح عن زيد بن ثابت الموقوف عليه.