للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَإِنْ مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلَا تَشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ، وَكَانَ يَبْكِي وَهُوَ يُحَدِّثُ حَتَى يَسِيلُ دُمُوعُهُ)) (١) .

٩٦٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن علي الصوري، قال: قرأت على أبي إسحاق إبراهيم ابن علي بن المبارك بن أحمد الرحبي بالرملة، قلت: حدثكم أبو العباس أحمد ابن محمد بن علي ابن هارون البرذعي، قال:


(١) في إسناده أبو طاهر محمد المقرئ، وأبو الحسن علي الكلبي، لم أقف على ترجمتهما.
لم أقف عل هذا الأثر عن أحمد بن أبي الحواري، ولكن روي عن بشر بن الحارث أنه قال في الجهمية: ((لا تجالسوهم، ولا تكلموهم، وإن مرضوا فلا تعودوهم،، وإن ماتوا فلا تشهدواهم)) ، أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة: ١/١٢٦.
قلت: والمقصود من أهل البدع عند المؤلف هنا، هم الجهمية والقدرية وكل من وصل ببدعته مبلغ الكفر.
ومما لا شك فيه أن الصحابة والتابعين وأتباعهم وعلماء السنة مجمعون ومتّفقون على معاداة أهل البدعة
ومهاجرتهم. وقد بوّب أهل العلم من المحدثين والفقهاء تبويبات عدة في معادات أهل البدعة ومهاجرتهم، وعند أبي
داود في السنن: باب مجانبة أهل الأهواء وبغضهم، ٤/١٩٨، وفي الترغيب والترهيب للإمام المنذري الترهيب من حب الأشرار وأهل البدع لأن المرء مع من أحب ٣/١٤، والنووي في الأذكار: باب التبرّي من أهل البدع والمعاصي
٠/٣٢٣، حتى جُعل ذلك من أبواب العقيدة كما في كتاب الاعتقاد للبيهقي: باب النهي عن مجالسة أهل البدع.

وقد دلّت الآثار المنقولة عن أئمة السلف حرمة مجالسة أهل البدع والأهواء وتزوج منهم وتزويجهم وعيادتهم وحضور جنائزهم والصلاة عليهم، ولكن هذا يختلف باختلاف أحوالهم بحسب بعدهم عن الدين وقربهم منه. فمن بلغ ببدعته حدّ الكفر مثل الجهمية والقدرية وغيرهم ممن هم في حكمهم من أهل البدع والأهواء المقطوع بكفرهم عند أهل االسنة فهؤلاء يقاطعون، وأما المحكوم له بالإسلام فإن مجلسته ومناكحته وعيادته وشهود جنازته له حالات وأحوال، بسطها فضيلة الشخ إبراهيم الرحيلي في كتابه القيّم: ((موقف أهل السنة والجماعة من أهل البدع والأهواء)) ١/٣٤٣-٤٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>