للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إصلاح النفوس وتزكيتها

الله رحيم بعباده، ومن رحمته أن يحي نفوسهم بوحيه، وينيرها بنوره، (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نَّهدي به من نَّشاء من عبادنا) [الشورى: ٥٢] .

والله يخرج الناس بهذا الوحي الإلهي من الظلمات إلى النور، ظلمات الكفر والشرك والجهل إلى نور الإسلام والحق: (الله وليُّ الَّذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النُّور) [البقرة: ٢٥٧] ، وقد أرسل اللهُ رسله بهديه ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النُّور) [إبراهيم: ٥] ، وبدون هذا النور تعمى القلوب (فإنَّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب الَّتي في الصُّدور) [الحج: ٤٦] ، وعماها ضلالها عن الحق، وتركها لما ينفعها وإقبالها على ما يضرها (ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرُّهم) [الفرقان: ٥٥] .

وإخراج الرسل الناس من الظلمات إلى النور لا يتحقق إلاّ بتعليمهم تعاليم ربهم وتزكية نفوسهم بتعريفهم بربهم وأسمائه وصفاته، وتعريفهم بملائكته وكتبه ورسله، وتعريفهم ما ينفعهم وما يضرهم، ودلالتهم على السبيل التي توصلهم إلى محبته، وتعريفهم بعبادته (هو الَّذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلالٍ مُّبينٍ) [الجمعة: ٢] (رَّبنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلوا عليهم آياتك) [البقرة: ١٢٩] .

<<  <   >  >>