إنه الكوثر، الذي لا نهاية لفيضه، ولا إحصاء لعوارفه، ولا حد لمدلوله. ومِن ثَمَّ ترَكه النص بلا تحديد، يشمل كل ما يكثر من الخير ويزيد.
ولما ذكر الله - سبحانه وتعالى - مِنَّتَه عليه، أمره بشكرها فقال:{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} خص هاتين العبادتين بالذكر لأنهما من أفضل العبادات وأجل القربات.
فعلى غير ما أرجف المرجفون وقال الكائدون، وجه الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى شكر النعمة بحقها الأول. حق الإخلاص والتجرد لله في العبادة وفي الاتجاه. في الصلاة وفي ذبح النسك خالصاً لله غير مُلْقٍ بالًا إلى شرك المشركين، وغير مشارك لهم في عبادتهم أو في ذكر غير اسم الله على ذبائحهم.
والصلاة تتضمن الخضوع في القلب والجوارح لله، وتنقلها في أنواع العبودية، وفي النحر تقرب إلى الله بأفضل ما عند العبد من الذبائح، وإخراج للمال الذي جبلت النفوس على محبته والشح به.