فبلغت أبياته ابْن معمر، فَأرْسل فِي طلبه حَتَّى رد، فَأدْخل عَلَيْهِ، فَقَالَ: حَدثنِي عَنْك أتضربني برحمٍ ٍ بيني وَبَيْنك؟ قَالَ: لَا قَالَ: فَهَل من يَد تَعْتَد بهَا عِنْدِي؟ قَالَ: لَا إِلَّا أَنِّي كنت إِذا دخلت مَسْجِد رَسُول الله _[صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]_ تركت النَّاس يمنة وشأمةً، وجئتك حَتَّى أَجْلِس إِلَيْك، قَالَ: وَأَبِيك إِنَّهَا ليد، كم أَقمت ببابي؟ قَالَ: أَرْبَعِينَ يَوْمًا قَالَ: أعْطه أَرْبَعِينَ ألفا لكل يَوْم ألف دِرْهَم.
كتب مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ إِلَى الْمَأْمُون _ رَحمَه الله _ يشكو غَلَبَة الدّين وضيق الْيَد، فَوَقع على كِتَابه: فِيك خلَّتَانِ: الْحيَاء والسخاء.