العدو الصهيوني وعناصر اجنبية بمعلومات ساهمت لحد بعيد في نكسة ١٩٦٧ في فترة حكم عبد الناصر .. لم تكن أحداث الكنيسة عهد يوساب الثاني وحادثة اختطافة والتنكيل برجاله وظهور اسم جماعة الأمة القبطية لتمر عليه مر الكرام .. وبقدر محدودية المعلومات المخابرتية الَّتِي اتيحت له بخصوص تلك الجماعة الَّتِي احيطت بسياج من السرية والتعتيم من قبل أعضاءها وأيضًا أعدائها على سواء ..
ولكن السادات بحكم خبرته والمحطات الَّتِي مر بها في حياته واثقلته تجارب وسرعة بديهة لفك كثير من الرموز والألغاز .. لم يكن ليطمئن لشنوده ويقرأ بوضوح نزعاته الَّتِي فضحتها اجراءات ترشيحه وانتخابه بطريركا للأقباط .. كان يمقت معلم شنودة وأبيه الروحي الراهب متَّى المِسكين ولا يشير له باسمه بل بالراهب الشيوعي .. لذا كانت الكنيسة برهبان الأديرة على حذر من تورطهم في جرائم جديدة لعدم قدرتهم على تحديد رد فعل السادات والذي كانوا يبغضونه ويرهبون توجهاته الَّتِي شابها تاريخه وانضمامه إلى الإخوان المسلمين سابقا .. ألد أعداء الكنيسة .. كان الغموض الذي يحيط بالسادات يزيد من رهبتهم والذي لم يألفوه من سابقيه من الملوك إلى عبد الناصر الذي كانت كل أوراقه مكشوفة .. لذا كانت تجارة الآثار تتطلب منهم كثير من الوسطاء للابتعاد بالكنيسة وأديرتها ورهبانها عن أي شبهات .. بدايات لازمها الحذر لأبعد الحدود حتَّى لو كانت على حساب انخفاض أرباحها ..
ومن المؤكد فإن كثرة الوسطاء يؤثر على قيمة المكاسب وعلى السعر من المنبع (الدير والكنيسة) .. ولم تكن الكنيسة على تلك الحالة الَّتِي هي عليها الان من الجرأة والتبجح والتجارة العلنية للآثار الَّتِي يديرها الأقباط النصارى بمحلاتهم خارج البلاد وبصالات المزادات العلنية الَّتِي ذخرت بأسماء كثيرة من تجار الآثار الأقباط النصارى ..
زاد يقين قيادات الكنيسة القبطية بمشاعر السادات تجاههم وعدم ثقته بهم عندما أخفى عن الأقباط النصارى العاملين بالجيش موعد الضربات الأولى لحرب ١٩٧٣ بل واستبعد أغلبهم عن ساحة القتال في إجازات خلال ذلك الوقت تجنبا لتكرار ما حدث بالستينيات .. وكان نصر ١٩٧٣ ..
ولكن الخطأ الكبير الذي استدرج به السادات هو ثقته بالمحيطين به من العلمانيين الأقباط النصارى العاملين بالسلك الديبلوماسي واعتماده هو الاخر عليهم في الوساطة مع الغرب ..
كان بطبيعته حريصا في كثير من الأمور ولكن برؤيته الَّتِي جانبها الصواب في هذا الشأن فصل بين العلمانيين والاشتراكيين وأصحاب التيارات الفكرية من الأقباط النصارى وبين رجال الكنيسة من السلك الكهنوتي والرهبان .. خانته فطنته في مجرد تصور أن الانتماءات واحدة لفكر عنصرى متطرف واحد وأن هؤلاء الأقباط النصارى امثال بطرس غالي