للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأقباط الأحزاب السياسية والأدباء والفنانين ما هم إلَّا واجهة واعمدة هامة يوكل إليهم مهام صعبة لخدمة كنيسة جماعة الأمة القبطية ..

كما كانت جيهان السادات هي المدخل الرئيسي الَّتِي اعتمدت عليه كنيسة شنودة في أهم مراحلها لبناء اقتصاد قوي للكنيسة .. فقد عرف عنها ولعها بالحياه والثقافة الغربية الَّتِي توارثتها عن أمها الإنجليزية .. كما عرف عنها تعاليها الشديد على كل مظهر يشير للانتماء الإسلامي واعتبارها إياه من مظاهر التخلف والرجعية ..

وعن طريق زوجات الطبقة القبطية العلمانية من الأثرياء وأصحاب المناصب العليا المقربين من السلطة ومن جيهان السادات بذلت الكنيسة الجهد لإدخال الجمعيات الصهيونية والماسونية المشبوهة إلى أرض مصر من أوسع الأبواب عن طريق إعانات مالية قدمت إلى جيهان السادات لإنشاء جمعيات الأمل للمعاقين وغيرها من الجمعيات الَّتِي مولت بأموال الصهاينة بعد الحرب إرضاءا لغرور سيدة مصر الأولى وحبها للإعلام والتباهي والظهور وتعاليها عن ذكر أي تمويلات إسلامية قد تفوق تلك الأموال الأجنبية عشرات الأضعاف ولكنها هي المولعة بكل مظاهر العلمانية والسفور والمناهج الغربية في المجاملات بين الرجال والنساء والَّتِي شهدت بها الفقرات الراقصة على النمط الغربي في الحفلات الديبلوماسية الَّتِي جمعتها برؤساء الغرب وتبادل قبلات التحية مع الرؤساء الأجانب عند استقبالهم علنا وعلى المرئيات ..

وتدفقت أموال الجمعيات والمؤسسات الماسونية والصهيونية إلى مصر بمباركة ومساندة ووساطة كنيسة الأقباط النصارى الَّتِي حظت بالكثير من العمولات ووظائف الوساطة والَّتِي ساهم في ادخالها بعض الجاليات القبطية المقيمة خارج البلاد بالدول الغربية .. مما استرعى انتباه شنودة إلى أهمية توطيد لوبي قبطي لخدمة الكنيسة من المهاجرين الأقباط النصارى خارج مصر والذي دعمهم بأموال طائلة ممولة من كنيسة الأقباط النصارى بمصر لرعاياها خارج البلاد .. ورغم حجم الاستفادة المادية الَّتِي حققتها الكنيسة ولكن كانت جميعها تستنفذ لبناء صرح قوي للكنيسة يدعم نفوذها داخل وخارج البلاد .. وظلت معظم الأحوال الاقتصادية للأسر القبطية وخاصة من الطبقة المتوسطة تشهد انتعاشا محدودا جدا إلى أواخر الثمانيات حيث كانت هي الأخرى تقتطع من دخولها لدعم توجهات الكنيسة ..

واستمرت كنيسة شنودة تخطط لمراحل أكثر إضرارا بالمصلحة العليا للبلاد في سبيل إنعاش اقتصادها وبسط نفوذها والذي نلمسة بوضوح تلك السنوات ..

ربما كان من الصعب على الكثير تصور تلك الأحداث الَّتِي بدأت مع حكم شنودة الثالث إلى يومنا هذا ..

<<  <   >  >>