للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منهم، وبغض بني عدي لأن عمر بن الخطاب كان منهم، وحثّه على بغض بني أمية لأنه كان منهم عثمان ومعاوية، وربما استروح الباطني في عصرنا هذا إلى قول إسماعيل بن عباد: (١)

دخول النار في حب الوصيّ ... وفي تفضيل أولاد النبيّ

أحب إليّ من جنات عدن ... أخلدها بتيم أو عديّ

اهـ المراد من ((الفرق بين الفرق)).

وقد أطلت الكلام على الباطنية، لأنه قد نبغ أقوام في عصرنا لا خلاق لهم يهابون أن يدعو الناس إلى أفكار ماركس ولينين، فيتسترون بإثارة العصبيات الجاهلية، ويدعونهم إلى من يماثل ماركس ولينين، فتارةً يقولون: إن الأسود العنسي المتنبي ثائر، وأخرى يقولون: إن علي بن الفضل ثائر، وعلي بن الفضل هو قرمطي باطني من أولئك، وأخرى يرفعون من شأن أروى بنت أحمد وهي صليحية تنتسب إلى المذهب الإسماعيلي الباطني الملحد، فنعوذ بالله من الضلال والجهل.

وقد ذكر القاضي حسين بن أحمد العرشي في أول كتابه ((بلوغ المرام)) أن الحامل له على تأليف كتابه ((بلوغ المرام)) أنه بلغه أن أناسًا يترحمون على الصليحيين لما قاموا به من المساجد والصدقات، جهلاً أنّهم دعاة الباطنية وأصحاب الطائفة العبيدية. اهـ بالمعنى.


(١) هو المشهور بالصاحب بن عباد، مبتدع غوي جمع بين الرفض والاعتزال، وستأتي ترجمته إن شاء الله.

<<  <   >  >>