للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكلّ نبيّ عدوًّا شياطين الْإنْس والْجنّ يوحي بعْضهمْ إلى بعْض زخْرف الْقوْل غرورًا ولوْ شاء ربّك ما فعلوه فذرْهمْ وما يفْترون ? ولتصْغى إليْه أفْئدة الّذين لا يؤْمنون بالْآخرة وليرْضوْه وليقْترفوا ما همْ مقْترفون (١)} إلى غير ذلك من الأيات التي تتضمن أن الباطل والجهل والضلال والمعاصي لا ينقاد لها إلا شرار الناس كما قال بعض الشعراء:

إن هو مستحوذ على أحد ... إلا على أضعف المجانين

ثم بعد هذا كله لهم مقامات في الكفر والزندقة والسخافة، مما ينبغي لضعيف العقل والدين أن ينزّه نفسه عنه إذا تصوره، وهو مما فتحه إبليس عليهم من أنواع الكفر وأنواع الجهالات، وربما أفاد إبليس بعضهم أشياء لم يكن يعرفها كما قال بعض الشعراء:

وكنت امرأً من جند إبليس برهةً ... من الدهر حتى صار إبليس من جندي

والمقصود أن هذه الطائفة تحركت في هذه السنة ثم استفحل أمرهم وتفاقم الحال بهم كما سنذكره، حتى آل بهم الحال إلى أن دخلوا المسجد الحرام فسفكوا دم الحجيج في وسط المسجد حول الكعبة وكسروا الحجر الأسود واقتلعوه من موضعه، وذهبوا به إلى بلادهم في سنة سبع عشرة وثلاثمائة، ثم لم يزل عندهم إلى سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، فمكث غائبًا عن موضعه من البيت ثنتين وعشرين سنة، فإنا لله وإنا إليه راجعون. اهـ


(١) سورة الأنعام، الآية:١١٢ - ١١٣.

<<  <   >  >>