للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي فيه البيت الحرام، فلما أرادوا إهانة هذه البقعة التي يراد تشريفها وإرسال الرسول منها أهلكهم سريعًا عاجلاً، ولم يكن شرائع مقررة تدل على فضله فلو دخلوه وأخربوه لأنكرت القلوب فضله، وأما هؤلاء القرامطة فإنما فعلوا ما فعلوا بعد تقرير الشرائع وتمهيد القواعد والعلم بالضرورة من دين الله بشرف مكة والكعبة، وكل مؤمن يعلم أن هؤلاء قد ألحدوا في الحرم إلحادًا بالغًا عظيمًا، وأنّهم من أعظم الملحدين الكافرين بما تبين من كتاب الله وسنة رسوله، فلهذا لم يحتج الحال إلى معاجلتهم بالعقوبة، بل أخرهم الرب تعالى ليوم تشخص فيه الأبصار، والله سبحانه يمهل ويملي ويستدرج، ثم يأخذ أخذ عزيز مقتدر، كما قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((إنّ الله ليملي للظّالم حتّى إذا أخذه لم يفلتْه، ثمّ قرأ قوله تعالى: {ولا تحسبنّ الله غافلاً عمّا يعمل الظّالمون إنّما يؤخّرهم ليوم تشخص فيه الأبصار)) (١) وقال: {لا يغرّنّك تقلّب الّذين كفروا في البلاد? متاع قليل ثمّ مأواهم جهنّم وبئس المهاد (٢) وقال: {نمتّعهم قليلاً ثمّ نضطرّهم إلى عذاب غليظ (٣) وقال: {متاع في الدّنيا ثمّ إلينا مرجعهم ثمّ نذيقهم العذاب الشّديد بما كانوا يكفرون (٤)}.

وذكر الحافظ ابن كثير في حوادث سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، أن القرامطة ردت الحجر الأسود.


(١) سورة إبراهيم، الآية:٤٢.
(٢) سورة آل عمران، الآية:١٩٦ - ١٩٧.
(٣) سورة لقمان، الآية:٢٤.
(٤) سورة يونس، الآية:٧٠.

<<  <   >  >>