للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فرمى إليه - يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - بنسعته وقال: دونك صاحبك.

فانطلق به الرجل - أخو المقتول - فلمّا ولّى: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن قتله فهو مثله.

فرجع فقال: يا رسول الله إنه بلغني أنك قلت: إن قتله فهو مثله، وأخذته بأمرك! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أما تريد أن يبوء بإثمك وإثم صاحبك؟ قال: يا نبي الله - لعله قال - بلى.

قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فإن ذاك كذاك.

قال فرمى بنسعته، وخلى سبيله.

ثم قال الإمام مسلم: وحدثني محمد بن حاتم، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا هشيم، أخبرنا إسماعيل بن سالم عن علقمة بن وائل عن أبيه قال: أُتي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - برجل قتل رجلاً آخر، فأقاد ولي المقتول منه، فانطلق به، وفي عنقه نسعة يجرها.

فلما أدبر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: القاتل والمقتول في النار.

فأتى رجل الرجل فقال له مقالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخلّى سبيله.

قال إسماعيل بن سالم: فذكرت ذلك لحبيب بن أبي ثابت فقال: حدثني ابن أشوع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما سأله أن يعفو عنه فأبى.

<<  <   >  >>