للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهَدفُ كلِّ مُسلمٍ غَيُور، وغايةُ كلِّ عربيٍّ مخلصٍ -لا تقومُ بِمَلَقِ المُتملِّقِين ونِفاقِ المنافقين .. ولكنها ستقوم وتدوم، وتتحقَّق وتتوثَّقُ بجهودِ المؤمنين، وجهادِ المخلِصين، وكسح المضللين.

لقد كَتب الزيات ما كَتَب طَعَمًا في الرِّبح الحرام، وغاب عنه -وهو الأديب الكبير- ما وَرَد في الأمثال: "تجوعُ الحُرَّةُ ولا تأكلُ بثدييها"، وعاد بعد أن تعالَت أصواتُ الأُمةِ بالاستنكارِ يُخاتِلُ ويُخادع، ويَلتوِي هذا الالتواءَ الذي ضَحِكَتْ منه العامَّةُ، وسَخِرَتْ منه الخاصَّة، راح يُلقِي التهمةَ على الإِيجازِ الذي أدَّى إلى هذه الجُملة، وقد كانت أمامَه فُرصةٌ لِيُطنِبَ ويُوضِّحَ فكرتَه يومَ نُبِّه إلى ذلك قَبْلَ الطبع .. فلو كان في قلبه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مهابةٌ لَرجع عن ضلاله، وأصلَح من مَقالِه .. ولكنه -بدافع النفاق- أبي وأصرَّ، وآذى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - من فوقِ منارة الأزهر .. فلْيَسْمَعْ قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٦١) يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (٦٢) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ} [التوبة: ٦١ - ٦٣].

* ولْيَسْمَع قولَه تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (٨) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (٩) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ الله مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (١٠) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (١١) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} [البقرة: ٨ - ١٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>