° يصفُ الدكتور "إدوارد سعيد" في كتابه عن الاستشراق ما كتبه "دانتي" -ونعتذر أننا نوردُه هنا بنصِّه قائلاً:"يرسمُ "دانتي" صورةً لي "موميتو" أي "محمد" تُجسِّدُ تركيبًا سُلاليًّا متصلِّبًا من الشرور، مع مَن يُسمِّيهم "ناشري الفضيحة والفتنة"، وعقابَ محمدٍ -وهو أيضًا مصيرُه الأبدي- عقابًا مثيرًا للاشمئزازِ من نَمَطٍ فريد، فهو يبدأُ بقَطعِه إلى نصفَين من ذَقنِه إلى دُبُرِه، مِثلَ برميلٍ تمزَّق أضلاعُه -كما يقول دانتي- ولا يوفِّرُ شعرُ "دانتي" على القارئ عند هذه النقطة أيًّا من تفاصيل يوم الحشرِ التي تؤدِّي إليها عقوبٌة فظيعةٌ كهذه، فأمعاءُ محمدٍ وبِرازُه يوصَفان بدقةٍ لا تنتهي.
° يَشرحُ محمدٌ مسبِّباتِ عقابِه لـ "دانتي"، مشيرًا كذلك إلى عليٍّ الذي يُقدِّمُه في صَفِّ الآثمين الذين يَشُقُّهم الشيطانُ الحارسُ إلى نِصفين، كما يَطلبُ محمد من "دانتي" أن يُحذِّرَ رجلاً اسمُه "دوليشينو"، وهو رجلُ دينٍ من الشيس مُرتدٌّ دعا أصحابه إلى المشاركةِ الجماعية في النساءِ والممتلكات، واتهم بأنه كانت له خليلةٌ، مما ينتظرُه من عذاب".
لابدَّ أن القارئَ قد أدرك الآن -كما يقول إدوارد سعيد- أن "دانتي" رأى تطابقًا بين الشهوانيةِ المقرِفةِ لدى محمدٍ ودوليشينو، وبين ادعائهما مكانةً دينيةً بارزةً كذلك، وبناءً على ما تقدَّم تُشكِّلُ تمييزاتُ "دانتي" وإدراكُه للإسلام مثَلاً على الحتميةِ الخططيةِ بل الكونية (كوزمولوجية) تقريبًا، التي يُصبحُ بها الإسلامُ وممثِّلوه المَعنيون مخلوقاتٍ أنتجَهَا الفَهمُ الغربيُّ الجغرافيُّ والتاريخيُّ، وفوقَ كل شيء الأخلاقي، وهي رؤيا لا تَقتصرُ بأيُّ حالٍ على الباحث المحترف، بل إنها مِلكٌ مشتركٌ لكل مَن فكَّر