° ونُشيرُ هنا إلى واحدةٍ من المذابح التي تعرَّض لها المسلمون أثناءَ الحرب العالمية الثانية -وذلك في شهر سبتمبر سنة ١٩٤١ م حين كان الرجالُ في الحربَ، قام الصرب -الذين يُكِنُّون للمسلمين حِقدًا وغِلاًّ شديديْن- بَجمع حوالَي تسعةِ آلافِ مسلم ومسلمةٍ من النساء والأطفال والشيوخ من بعضِ المدن، ثم حَشَدوهم في سهل "فوجا"، وأطلقوا عليهم النار، فقتلوهم جميعًا، ثم الْقَوْا بهم في نهر "درينا"، ثم كَرَّروا المذبَحةَ مرَّةً أخرى في شهر ديسمبر مع ما يَقرُب من (٣٠ ألف) مسلم آخَرين، حيث كانت درجة الحرارة عِشرين تحتَ الصِّفر، ومارسوا معهم أشدَّ أنواع العنف، حيث كانوا يَفتِكون بالأطفال، ويَبقُرُون بطونَ النساء، ثم يلقُونهم في النهرِ الذي تحوَّل إلى مقبرةٍ مثلَّجةٍ مغمورةٍ بدم المسلمين الأبرياء.
لقد كانت الحربُ العالميةُ الثانية من سنة (١٩٤١ م- ١٩٤٥ م) -والتي راح ضحيَّتَها مئاتُ الآلاف من المسلمين في إبادةٍ جماعيةٍ من سفاحين وقَتَلَةٍ من تشتنيك الصرب واستاش "منظمة فاشية كرواتيه ينظمها اليهودُ"- من أخطرِ المراحل للمسلمين في يوغسلافيا.
وعلى سبيل المثال نَظَّم الجنرالُ الصربيُّ "ميخائيلوفتش" في (٢٠/ ١٢/ ١٩٤١ م)، عملياتِ قمع وإبادةٍ رسميةً بأمر رسميٍّ منه برقم (٣٧٠)، وذلك غدرًا بالمسلمين، حيث أَمَر عصابته بذَبح المسلمين عن بَكْرةِ أبيهم، وخلالَ بضعةِ أيام ذُبح من المسلمين (أ ١٥٠ لف شهيد) -منهم الأطفال والنساء والشيوخ والشباب-، ومَن لم يَمُتْ ذبْحًا مات غَرَقًا أو تحتَ الأنقاض أو حَرْقًا.