جُثَّتُه، وأُلقي رَمادُها في "دِجْلة"، ونصب الرأسُ يومين ببغداد على الجِسر، ثم حُمل إلى خُراسانَ، وطِيف به في تلك النواحي".
° قال الإِمامُ الفقيه المُحَدِّثُ بقية السلف -كما يقول الذهبي- ابن أيوب: "لا شك أن الحَجَّاجَ قَتَل من العلماء خلائقَ يتعسَّرُ حَصْرُهم، وشَتَّت شملَهم وأبادهم، وقَتل سعيدَ بن جبير، وأهلُ الأرض محتاجون إلى عمله، وخَلَعه العلماء، وخَرَجوا عليه، وقاتلوه، ومع هذا كلِّه لم يَقُلْ أحدٌ منهم:"إنه كافر"، بل قالوا: إنه من عُصاة المسلمين؛ لا تَحِلُّ إمرتُه لذلك، والحَلاَّجُ ما تعرَّض لأحدٍ من أهل العلم بأذى في دنياه، وأجمع أهلُ زمانه منهم على كُفره، واستباحةِ دمه، فلو كان العلماءُ يقولون بالهوى، لقالوا في الحجاج الذي ما تَرك نوعًا من الأذى حتى رماهم به، فثبت أنهم لا يقولون بالهوى" اهـ.