يقل:"إن أولياءَ الله الذين كان يُوحَى إليهم" .. فالمؤمنون المجاهدون في الحديث لا شك أنهم متَقون، وهم على الحق، وقد وَعَد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ببقائهم، وهي نبوةُ صدق وحقٍّ.
° يقول ابنُ تيمية - رحمه الله -: "وخاتمُ الأولياء كلمةٌ لا حقيقةَ لفضلها ومرتبتها، وإنما تكلم أبو عبد الله الترمذي بشيءٍ من ذلك غلطًا لم يُسبق إليه، ولم يتابَعْ عليه، ولم يَستندْ فيه إلى شيءٍ، ومسمَّى هذا اللفظِ هو آخِرُ مؤمنٍ يبقى، ويكون بذلك خاتمَ الأولياء، وليس ذلك أفضلَ الأولياء باتفاقِ المسلمين، بل أفضل الأولياء سابقُهم وأقربُهم إلى الرسول، وهو أبو بكر، ثم عمر، إذ الأولياءُ يستفيدون من الأنبياء، فأقربُهم إلى الرسول أفضلهم، بخلاف خاتم الرسل، فإن الله أكرمه بالرسالة ولم يُحِلْها على غيره، فقياسُ مسمَّى أحدِ اللفظين على الآخَرِ في وجوب كونه أفضلَ، من أبعد القياس"(١).
سادسًا: وأما زَعمُه بأن الرسلَ لا يقتبسون عِلمَهم إلا من مشكاته فهذا في غايةُ السَّفَةِ والأزراء بمقام الأنبياء، كما أنه مخالفٌ للعقل أن يَتلقَّى الحيُّ الموجود من إنسان لم يُخلق بعد، ويَكفي ردًّا على هذا الادعاء ما سبق من قول ابن تيمية - رحمه الله -.
سابعًا: دعواه أن سيدَ الخَلق محمدًا - صلى الله عليه وسلم - لم يَرَ إلا موضعَ لبنةٍ واحدة، مع أنه موضعُ لبنتين -كما يراها الوليُّ-، بل ويدَّعي أنه لبنةُ الذهب والنبيَّ لبنة الفضة.