للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مضمونِها في العصرِ الحاضر (!!)، وهي -كذلك- لُغةٌ تاريخيةٌ صُوريَّةٌ مُجَرَّدةٌ .. ولذلك فاليسار يرومُ تأسيسَ لغةٍ جديدة تَستعملُ الألفاظَ التي يقبلُها العصر"!!.

° ويقول: "إنَّ في العصر ألفاظًا تجري مجرى النارِ في الهشيم، مثل: "الأيديولوجيا، والتقَدم، والحركة، والتغيُّر، والتحرُّر، والجماهير، والعدالة" .. وهي ألفاظٌ لها رصيدٌ نفسيٌّ لدى الجماهير، والتي يُمكنُ أن تُعبِّرَ عن ثقافةٍ وطنية" (١).

° "وهذه اللغةُ مفتوحةٌ وعقلانيةٌ، أما ألفاظ "الله" و"الجنة" و"النار" و"الحساب" و"العقاب"، فهي ألفاظٌ قطعيَّة صِرفة لا يمكنُ التعاملُ معها دونَ فهمٍ أو تفسير أو تأويل".

° ويضيف قائلاً: "بأن الألفاظَ يَجبُ أن يكونَ لها مُقابِلٌ في الواقع الحِسِّي، فألفاظ "الجن، والملائكة، والشياطين؛ بل والخَلْق، والبَعث، والقيامة" ألفاظٌ تَجاوَزَها الحِسُّ والمُشاهَدة، ولا يمكنُ استعمالُها؛ لأنها لا تُشيرُ إلى واقعٍ، ولا يَقبلُها كلُّ الناس.

وفي نظر "اليسار" أنَّ ذلك سينقُلُ عصرَنا من مرحلةِ التمركز حولَ "الله" إلى مرحلة التمركز حول "الإنسان"، وتلك مُهَّمةُ التراث والتجديد في أوَّلِ محاولاتِه من أجل إعادِة بناءِ علم أصول الدين، على أنه علمُ الإنسان" (٢).


(١) المصدر السابق (ص ١٤٠) وما بعدها.
(٢) "التراث والتجديد" (ص ١٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>