للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ككسب العبد والعقر لا يتعدى إليه الرهن، العقر هنا بضم العين المهملة وإسكان القاف وبعدها راء مهملة وهو المهر، ويعني بها هنا مهر الأمة المرهونة لو وطئت اليسرى أو زنا.

قال الأزهري: قال ابن شميل: عقر المرأة مهرها وجمعه الاعقار. وقال أحمد بن حنبل: العقر المهر. قال ابن المظفر: عقر المرأة دية فرجها إذا غصبت فرجها. وقال أبو عبيد عقر المرأة ثواب تثابه المرأة من نكاحها، هذا ما ذكره الأزهري. وقال الإمام أبو الحسن عبد الغافر الفارسى في مجمع الغرائب العقر ما تعطاه المرأة على وطء الشبهة لأن الواطىء إذا افتضها عقرها فسمى مهرها عقرًا ثم استعمل في الثيب وغيرها.

قال الواحدي في البسيط في أول سورة آل عمران: العاقر من النساء التي لا تلد، يقال عقرت المرأة يعني بضم القاف تعقر عقرًا وعقارة وعقر، ثم قال: ويقال أيضًا: عقر الرجل وعقَر وعقِر بضم القاف وفتحها وكسرها إذا لم يُحبل ورجل عاقر ورجال ونساء عقر، ويقال: أعقر الله تعالى رحمها فهي معقرة ورمل عاقر لا ينبت شيئًا. قال شيخنا جمال الدين بن مالك في المثلث: عقرت المرأة بضم القاف وفتحها وكسرها إذا انقطع حملها، وكذلك الرجل إذا لم يولد له، وعقمت بالكسر والضم صارت لا تلد وكذلك الرجل، وفي الحديث: أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: في شأن صفية رضي الله تعالى عنها “عقرى حلقى” هكذا يرويه المحدثون بالألف، التي هي ألف التأنيث ويكتبونه بالياء ولا ينونونه، وهكذا نقله جماعة لا يحصون عن روايات المحدثين، وهو صحيح فصيح.

قال الأزهري: قال أبو عبيد: معنى عقرى عقرها الله تعالى وحلقى حلقها الله تعالى يعني عقر الله تعالى جسدها، وأصابها بوجع في حلقها. قال أبو عبيد: أصحاب الحديث يروونه عقرى حلقى، وإنما هو عقرًا حلقًا. قال: وهذا على مذهب العرب في الدعاء على الشيء إرادة لوقوعه. قال شمر: قلت لأبي عبيد: لم لا تجيز عقرى، قال: فعلى تجيء نعتًا ولم تجىء في الدعاء، فقلت: روى ابن شميل عن العرب مُطَّيْرى، وعقرى أخف منها فلم ينكره، هذا آخر كلام الأزهري. وقال صاحب المحكم: ويقال للمرأة عقرى حلقى معناه عقرها الله تعالى وحلقها أي: حلق شعرها أو أصابها بوجع في حلقها، فعقرى ههنا مصدر كدعوى، وقيل: عقرى حلقى يعقر قومها ويحلقهم بشؤمها، وقيل: العقرى الحائض، وقيل: عقرى حلقى أي

<<  <  ج: ص:  >  >>