للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وحظ وافر من الجمال، مع صفرة وصفاء بشرة (١) وطيب نكهة، ولين ونعمة، لكن الشيخوخة تسرع إليهم، وفيهم وفاء عهد ومودة، وكثرة محافظة، وبعد غور، وسلاطة، ونفوس عزيزة، لا يصبرون على الذل ولا يتألمون للقتل (٢)، ركابون للعظائم متى أحوجوا (٣) وأغضبوا. نساؤهم يصلحن للولد، ورجالهم لحفظ النفوس والأموال وعمل الصنائع الدقيقة، غير أن النّزلات تسرع إليهم.

(السنديات) بين المشرق والجنوب، وهم قريبو الشبه بالهند لمتاخمة بلادهم لبلادهم، غير أن نساءهم ينفردن بدقة الخصور وطول الشعر.

(المدنيات) سمر الألوان معتدلات القوام (٤)، قد اجتمع فيهن حلاوة القول ونعمة الجسم، وملاحة ودلّ وحسن شكل وبشر، ونساؤهم لا غيرة فيهن على الرجال، قنوعات بالقليل، لا يغضبن ولا يصخبن، ويوجد فيهن الزنوج، ويصلحن للقيان.

(الطائفيات) سمر مذهبات مجدولات، أخف خلق الله أرواحاً، وأحسنهم فكاهة ومزاحا، لسن بأمهات أولاد، يكسلن في الحبل، ويهلكن عند الولادة، رجالهنّ أشد الناس تحبباً وأدومهم عشرةً وأحسنهم غناء.

(البربريات) من جزيرة بربرة (٥)، وهي بين الغرب والجنوب، ألوانهم على الأكثر سود، ويوجد فيهن الصفر، وإذا وجدت منهن الكتامية الأم الصهاجية الأب المصمودية المنشأ، فإنك تصادفها مطبوعة على الطاعة والموافاة في كل


(١) في التحقيق ص ٤٢: «وصفاء يسير».
(٢) في التحقيق ٤٢: «ولا يألمون لقتل».
(٣) كذا جاءت «أحوجوا» بالواو بعد الحاء. وفي التحقيق: «متى ألجئوا».
(٤) في الأصل: «معتدلو القوام»، وجاء على الصواب في التحقيق ص ٣١.
(٥) جزيرة بربرة هذه من الجزائر التي تجاور سواحل اليمن، ذكرها ياقوت. وهذا وهم من ابن بطلان تبعه فيه صاحب كتاب التحقيق من ص ٤٤، فإن البربريات منسويات إلى بلاد البربر التي في جبال المغرب. وهي التي تقطن فيها قبائل كتامة وصنهاجة ومصمودة التي سيجرى لها ذكرا فيما بعد.

<<  <   >  >>