٢٨ - فكل من أول في الصفات ... كذاته من غير ما إثبات
٢٩- فقد تعدى واستطال واجترى ... وخاض في يبحر الهلاك وافترى
ــ
الشرح
(كل) : مبتدأ، والخبر:(فقد تعدى) وقرن المؤلف رحمه الله الخبر بالفاء لان المبتدأ يشبه الشرط في العموم، قال العلماء رحمهم الله: وإذا كان المبتدأ يشبه الشرط في العموم حسن اقتران خبره بالفاء، ومثلوا ذلك بقولهم: الذي يأتيني فله درهم. وهذا مثله (كل من أول فقد تعدى) .
وقوله:(فكل من أول في الصفات) من: اسم موصول يشمل كل مؤول، يعني سواء كان تأويله عاما أو خاصا، فإذا أول أي نص من غير ما إثبات، فإنه يكون متعديا، وسواء أول في الصفات الخبرية أو في الصفات الفعلية أو في الصفات الذاتية، فإنه يعتبر متعديا.
فمن قال مثلا: إن المراد باليدين النعمة فهو مؤول، ومن قال: إن المراد بالوجه الثواب فهو مؤول، ومن قال: إن المراد بالاستواء الاستيلاء فهو مؤول، وتسميتنا إياه تأويلا من باب التسامح، وإلا فالحقيقة أن هذا تحريف، فكل تأويل ليس له أصل فإنه ينبغي أن نسميه تحريفا، كما نطق به القرآن:(يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ)(النساء: الآية ٤٦) ، فكل من أول الكلم عن موضعه وحمله على معنى آخر فقد حرف.
وقوله:(كذاته) يعني كما أن من أول في ذات الله من غير إثبات فهو