٦٥- وجاز للمولى يعذب الورى ... من غير ما ذنب ولا جرم جرى
٦٦- فكل ما منه تعالى يجمل ... لأنه عن فعله لا يسأل
٦٧- فإن يثب فإنه من فضله ... وإن يعذب فبمحض عدله
٦٨- فلم يجب عليه فعل الأصلح ... ولا الصلاح ويح من لم يفلح
ــ
الشرح
قوله:(وجاز للمولى يعذب الورى) هذه الجملة فيها إشكال من جهة اللغة العربية، وهي أن (يعذب) قائمة مقام الفاعل، أي جاز للمولى تعذيب، معان الحرف المصدري محذوف منها، فهل يعتبر هذا شاذاً؟
الجواب: لا، فالشذوذ أن يحذف الحرف المصدري وينصب الفعل بعده، فيقال: وجاز للمولى يعذب، فهذا هو الشاذ، ومنه قولهم ((تسمع بالمعيدي خير من أن تراه) فقالوا: تسمع، والتقدير أن تسمع، فالشذوذ هنا كون ((أن)) تنصب وهي محذوفة، أما أن يرفع الفعل - ولكنه يحل محل المصدر - فهذا لا باس به، وهو جائز وسائغ في اللغة العربية وكثير، ومنه قوله تعالى:(وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً)(الروم: الآية ٢٤) أي أراءتكم، فهنا يؤول الفعل بالمصدر وإن لم يوجد به الحرف المصدري، ولا بأس بذلك ما دام حرف المصدر لم يعمل مع الحذف.
وسبك المصدر بدون حرف المصدر كثير، ومنه قوله تعالى أيضاً:(سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)(البقرة: ٦) أي سواء عليك