ففي النوع: فإن الواجب أفضل من التطوع، لقول الله تعالى في الحديث القدسي:((وما تقرب إلىّ عبدي بشيءٍ أحب إليّ مما افترضته عليه)) (١) . فالصلاة في جنسها أفضل من الصدقة، وكذلك الأضحية - في وقتها - أفضل من الصدقة، وهذا في النوع.
وفي الكمية: فإن من صلى عشر ركعات إيمانه أزيد ممن صلى ركعتين.
وفي الكيفية: فإن من صلى صلاة يطمئن فيها بخشوع وتأن وتدبر لما يقول، ليس كمن صلى صلاة على غير هذا الوجه.
قال تعالى:(وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)(التوبة: ١٢٤) وزيادة الإيمان في الآية تشمل زيادة القول والعمل والاعتقاد، فيزدادون إيماناً، ويزدادون عملاً إذا كانت الآية فيها أمر بأعمال، أو قولاً إذا كان فيها أمر بأقوال.
وإذا تقرر عندنا أن الإيمان يزيد في الاعتقاد والقول والعمل، فلابد أن نعرف أن هناك أسباباً لزيادة الإيمان.
يقول المؤلف رحمه الله:(يزيد بالتقوى) ، فتقوى الله عز وجل أحد أسباب زيادة الإيمان، فهذا هو السبب الأول.
والتقوى هي: اتخاذ وقاية من عذابه سبحانه وتعالى بفعل الأوامر واجتناب النواهي، فكلما زاد الإنسان من فعل الطاعة زاد إيمانه، وكلما تجنب النواهي مخلصاً لله زاد إيمانه، إذاً فعل الطاعة تقرباً إلى الله يزيد في الإيمان، وترك المعصية تقرباً إلى الله يزيد في الإيمان.