للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

في المنام: نعم الرجل لو كان يقوم من الليل (١) ، وقال النبي عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عمرو بن العاص: ((يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل)) (٢) ، وهذا لا شك أنه نوع لوم لكنه لوم لا إثم به، بخلاف من ترك الواجب أو فعل المحرم فإنه يلام لوماً يأثم به.

إذاً نقص الإيمان على قسمين:

الأول: لا يكون للإنسان اختيار فيه، فهذا لا لوم عليه فيه، مثل ترك المرأة الصلاة أثناء الحيض، ومثل من نقص عمله وإيمانه لموته صغيراً.

الثاني: ما كان للإنسان فيه اختيار، فهذا إن كان واجباً فهو ملام آثم، وإن كان غر واجب فقد يلام، ولكنه لوم لا إثم فيه.

وقول المؤلف: (ينقص بالزلل) (الباء) هنا للسببية، والزلل: مصدر زل، يزل، زللا، وهو مثل الزلق يعني الخروج عن الاعتدال، هذا هو الزلل، فإذا خرج الإنسان عن واجبه نقص إيمانه.


(١) رواه البخاري، كتاب التهجد، باب فضل قيام الليل رقم (١١٢١) ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن عمر، رقم (٢٤٧٩) .
(٢) رواه البخاري، كتاب الجمعة، باب ما يكره من ترك قيام الليل ... ، رقم (١١٥٢) ، ومسلم، كتاب الصيام، باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به ... ، رقم (١١٥٩) .