وقول المؤلف:(اثنين حافظين للأنام) الأنام: أي الخلق (فيكتبان كل أفعال الورى) يكتبان: أي الملكان، (كل أفعال الورى) كل: هذه للعموم.
وقول المؤلف (أفعال الورى) ظاهره أنهما لا يكتبان القول، ولا يكتبان الهم، وفي هذا نظر ظاهر، فإن القرآن الكريم يقول في القول:(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)(قّ: ١٨)) ، وأما الهم فمن هم بالحسنة فعملها فله عشر حسنات، ومن لم يعملها فله حسنة، ومن هم بالسيئة فتركها لله فله حسنة، وسبق الكلام حول علم الملكين بالهم وإعلام الله عز وجل لهما به، ولعل المؤلف أخذ هذا أي قصره ما يكتب على الفعل من قوله تعالى:(وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ)(الانفطار: ١٠)(كِرَاماً كَاتِبِينَ)(الانفطار: ١١ (َ (يعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ)(الانفطار: ١٢)) ، ولكن من الواضح أننا إذا علمنا قوله تعالى:(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)(قّ: ١٨)) وضممناه إلى القول السابق، فإنه يكون الذي يكتب هو القول والفعل، ثم نضم هذين الاثنين إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيمن هم بالحسنة ومن هم بالسيئة، فيكون الذي يكتب القول والفعل والهم.
قوله:(كما أتى في النص، من غير امترا) النص هو قوله تعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ)(الانفطار: ١٠)(كِرَاماً كَاتِبِينَ)(الانفطار: ١١)(يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ)(الانفطار: ١٢) ، وقوله تعالى:(أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)(الزخرف: ٨٠)) ، يعني أننا نسمع. وهذا نص في أن القول يُكتب.
(١) رواه البخاري، كتاب العتق، باب الخطأ والنسيان في العتاقة ... ، رقم (٢٥٢٨) ، ومسلم، كتاب الإيمان، باب تجاوز الله عن حديث النفس ... ، رقم (١٢٧) .