للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

المبحث الرابع: بأي لغة يسال؟

والجواب: قال بعض العلماء: يسأل بالسريانية، والسريانية لغة النصارى، والظاهر والله أعلم أن هذا القول مأخوذ من النصارى، من أجل أن يفتخروا ويقولوا لغتنا لغة السؤال في القبر لكل ميت، والذي يظهر أنه يسأل بما يفهم.

ولو أردنا أن نفضل لغة على لغة لفضلنا العربية؛ لأنها لغة أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

وعلى كل حال فإن الذي يظهر لنا -والعلم عند الله - أن الإنسان يسأل بما يفهم، فإن كان من العرب فباللغة العربية، وإن كان من غير العرب فبلغتهم.

المبحث الخامس: من السائل؟

والجواب: السائل الملكان كما في الحديث، فقيل: إنهما الملكان اللذان يكتبان على الإنسان عمله من خير وشر، فهما صاحباه في الدنيا، وهما سائلاه في القبر. وقيل: بل هما ملكان آخران، ونحن نتوقف في هذا، فالله أعلم.

ففي الأحاديث جاء في بعضها: ((أتاه ملكان)) (١) ، وفي بعضها جاء ((يأتيه الملكان)) (٢) . بـ (ال) ، و (ال) هذه يحتمل أنها للمعهود الذهني، أي الملكان المعروفان اللذان يكتبان أعمال العباد، ويحتمل أنها للجنس؛ فتكون


(١) رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب الميت يسمع خفق النعال، رقم (١٣٣٨) ، ومسلم، كتاب الجنة، باب عرض مقعد الميت ... ، رقم (٢٨٧٠) .
(٢) رواه ابوداود، كتاب السنة، باب في مسألة في القبر وعذاب القبر، رقم (٤٧٥٣) .