للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
مسار الصفحة الحالية:

ثم قال المؤلف رحمه الله تعالى:

٤- ثم الصلاة والسلام سرمدا ... على النبي المصطفى كنز الهدى

ــ

الشرح

قوله: (ثم الصلاة والسلام سرمدا) ثم: أي بعد الثناء على الله أثنى بذكر حق الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك بالصلاة والسلام عليه، وأعظم حقوق البشر حق النبي صلى الله عليه وسلم، فهو أحق من الوالدين وأحق من الأقارب، بل وأحق من النفس ولهذا يجب تقديم محبته صلى الله عليه وسلم على النفس، فيجب فداؤه بالنفس عليه الصلاة والسلام، ولا أحد من الخلق يجب فداؤه بالنفس ألا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا أحد من الخلق يجب تقديم محبته على النفس ألا محمد صلى الله عليه وسلم، ولهذا لا يؤمن الإنسان حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ولا يمكن أن يؤمن الإنسان حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إليه حتى من نفسه.

وقوله: (ثم الصلاة والسلام سرمدا) يعني أبداً. والصلاة تكلم العلماء رحمهم الله في معناها، ولكن أصح الأقوال فيها ما قاله أبو العالية الرياحي من أنها: ثناء الله على عبده في الملأ الأعلى (١) ، فصلاة الله على رسوله يعني ثناءه عليه في الملا الأعلى، ومعنى ثنائه عليه في الملأ الأعلى أن الله تعالى يذكر أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم الحميدة عند الملائكة ويثني عليه.

وذهب بعض أهل العلم رحمهم الله إلى أن الصلاة هي الرحمة ولكن قولهم هذا ضعيف، والدليل على ذلك أن الله سبحانه وتعالى ذكر الرحمة والصلاة في آية واحدة، فغاير بينهما، فقال: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ) (البقرة: الآية ١٥٧) والعطف يقتضي المغايرة.


(١) رواه البخاري بصيغة الجزم