للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

الحكيم:

فيوم علينا ويوم لنا ... ويوم نُساء ويوم نُسر

وقس هذا بنفسك، فإنك إذا سررت اليوم فانتظر الحزن غداً، وإن حزنت اليوم فانتظر السرور غداً، هكذا الدنيا.

لكن نعيم الجنة - جعلنا الله والمسلمين ممن يتمتع به - ليس فيه حزن، ولهذا قال المؤلف: (وجنة النعيم) يعني كلاً من نعيم القلب ونعيم البدن، ولهذا قال الله تعالى في سورة الإنسان: (وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً) (الإنسان: الآية١١) ، نضرة في الوجه وفي البدن، وسرور في القلب، فاجتمع لهما النعيمان؛ نعيم البدن بالنضرة الحسنة، ونعيم القلب بالسرور.

قال المؤلف رحمه الله:

واجزم بأن النار كالجنة في ... وجودها وأنها لم تتلف

وهذا سبق أن تكلمنا عنه في وجود الجنة والنار، حيث قلنا إن الجنة والنار الآن موجودتان بدلالة الكتاب والسنة، وذكرنا أن القول الراجح أنهما لا يفنيان، وأن عدم فناء الجنة محل إجماع من أهل السنة، وأما النار ففيها خلاف ضعيف جداً، والقائل به قليل فلا يعتد به ولا يلتفت إليه. والصحيح الذي لا شك فيه عندنا، والذي ندين الله به ونعتقده أن النار مؤبدة لن تتلف، ولهذا قال المؤلف رحمه الله:

واجزم بأن النار كالجنة في ... وجودها وأنها لم تتلف

ولم هنا بمعنى لن: لن تتلف في المستقبل. وهنا قاس النار على الجنة؛ لأن النار مختلف في بقائها بخلاف الجنة.