قيام ليلة)) (١) ولو كان نبينا عليه الصلاة والسلام قال: من زاد عن احدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة فلا تصلوا خلفه، لكان انصراف هذا الرجل على حق، لكن أنى له ذلك؟! بل قال:((من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة) .
فأنا أحذر من هؤلاء وطريقتهم، وأقول: إنه يجب علينا أن نحترم أقوال سلفنا الصالح، ولكننا لا نعتقد عصمتهم، بل نقول: إن الخطأ جائز عليهم كما هو علينا أجوز، ولكن إذا رأينا خطأ بينا مخالفا للكتاب والسنة فإننا لا نقبله، ولكن نعتذر عمن علمنا حسن قصده.
حتى من بعد الصحابة - رضي الله عنهم -، فهناك أئمة يخطئون، وهناك أتباع للأئمة لكنهم أئمة في مذاهبهم يخطئون، ولكن لا نتخذ من هذا الخطأ جفاء معهم ولا ينبغي الكلام عليهم بما لا ينبغي، بل إذا أخطئوا اعتذرنا عنهم، وقلنا: نحن لا نتبع ألا ما قام الدليل عليه، ولكن هؤلاء اخطئوا وربما يكون لهم عذر، ومن قرأ كتاب شيخ الإسلام رحمه الله رفع الملام عن الأئمة الإعلام، تبين له كيف يعامل الأئمة والعلماء - رحمهم الله -.
أما أن نستعز بأنفسنا ويرى الواحد منا نفسه كأنه رسول يوحى إليه، فهذا خطأ عظيم. والغالب أن هؤلاء يحرمون بركة العلم، ولا أعني ببركة العلم ألا يكون عندهم علم واسع، بل قد يكون عندهم علم واسع، لكن يحرمون بركته؛ من خشية الإنسان لربه عز وجل وإنابته إليه، والحقيقة أن
(١) رواه الترمذي، كتاب الصوم، باب ما جاء في قيام شهر رمضان، رقم (٨٠٦) ، والنسائي، كتاب قيام الليل وتطوع النهار، باب قيام شهر رمضان، رقم (١٦٠٥) ، وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في قيام شهر رمضان، رقم (١٣١٧) .