١٩١- والجسم ما ألف من جزأين ... فصاعداً فاترك حديث المين
ــ
الشرح
ذكر المؤلف رحمه الله تعريف الجسم فقال:(والجسم ما ألف من جزئين فصاعدا) يعني أن الجسم كل شيء مؤلف من جزئين أو أكثر، والواقع أن كل شيء ٠ وإن صغر - مؤلف من جزئين، حتى نصل إلى شيء كرأس الإبرة، وهو الفرد المطلق، والناس مختلفون في وجود الفرد المطلق. هل هو ممكن أو لا؟ ويقال: إنه ما من شيء إلا ويمكن أن يتجزأ. ولمزيد علم في ذلك يمكن الرجوع في وقتنا هذا إلى علماء الذرة، فهم الذين يعرفون هذه الأشياء، وما يمكن أن يشطر وما لا يمكن أن يشطر.
فعند المناطقة أن الجسم كل شيء مؤلف من جزئين، أما المعاني فهي غير مؤلفة من جزئين، وكذلك الصفات غير مؤلفة من جزئين، فلا تكون أجساماً، لكن الله قادر على أن يجعل هذه الأوصاف والمعاني أجساماً، فالأعمال يوم القيامة تجعل أجساماً وتوزن، والموت يكون كبشاً ويذبح بين الجنة والنار، مع أن الموت معنى.
وقد أدى القول بان الجسم ما ألف من جزئين إلى إنكار الصفات، قالوا: لأننا إذا أثبتنا الصفات والصفات لا تقوم إلا بجسم، والجسم مؤلف من جزئين، فيكون الرب عز وجل مؤلفاً من جزئين، وهذا ممتنع.