صاحب والأمة هنا منصوبة، يعني بان هذه الأمة سوف تفترق.
وقوله:(الأمة) المراد بالأمة هنا أمة الإجابة؛ لان أمة الدعوة تشمل اليهود والنصارى والمشركين، لكن المراد بذلك أمة الإجابة الذين ينتسبون إلى رسالة النبي صلى الله عليه وسلم.
والأمة في اللغة تأتي لعدة معان؛ فتأتي بمعنى الزمن، وبمعنى الملة وبمعنى الإمامة، وبمعنى الطريقة، وبمعنى الطائفة، فهذه خمسة معان:
١- فتأتي بمعنى الزمن، مثل قوله تعالى:(وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ)(يوسف: الآية ٤٥) أي بعد زمن
٢- وتأتي بمعنى الملة مثل قوله تعالى:(وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً)(المؤمنون: الآية ٥٢)
٣- وتأتي بمعنى الإمامة كقوله تعالى:(إن إبراهيم كان أمة)(النحل: ١٢٠) أي إماما.
٤- وتأتي بمعنى الطريقة مثل قوله تعالى:(إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ)(الزخرف: الآية ٢٣) .
٥- وتأتي بمعنى الطائفة كما في كلام المؤلف.
فقوله:(بان ذي الأمة) يعني الطائفة، وهي أمة الإجابة (سوف تفترق بضعا وسبعين اعتقادا) البضع ما بين الثلاثة إلى التسعة، والمراد به هنا الثلاثة، كما جاء في الحديث: ((افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت